إيطاليا والثورة الجزائرية
سالم جوليانو الإيطالي الذي حارب فرنسا وشارك في الثورة التحريرية المباركة التي حررت الجزائر من الاستعمار الغاشم الذي احتل الجزائر لمدة 132 سنة، والثورة التي اندلعت في 01 نوفمبر 1954واستشهد فيها مليون ونصف مليون شهيد، هذه الثورة العادلة والمشروعة ألهمت العديد من الأجانب المقيمين في الجزائر والذين ساهموا وشاركوا فيها إيمانا بحق الشعب الجزائري في استقلاله واسترجاع سيادته المسلوبة.
ومن بين هؤلاء الأجانب أو ذوي الأصول الأجنبية، البطل سالم جوليانو” الإيطالي الأصل الذي استقر جده Jean Batiste JULIANO في مدينة عنابة سنة 1900 واعتنق الإسلام وغير اسمه إلى “شريف جوليانو” فحفيده سالم جوليانو ولد في 31 أوت 1930 بحي سيبوس “جوانفيل” سابقا والتحق بالثورة سنة 1956 بالقاعدة الشرقية وتدرج في المسؤوليات حتى وصل إلى رتبة ملازم، هذه الرتبة أهلته لقيادة الفيلق الرابع وشارك برفقته في المعركة الشهيرة بسوق أهراس والتي استشهد فيها 639 شهيد وقتل فيها 300 جندي فرنسي، كما كان لفيلقه الأولوية في عبور خط “موريس” وكما كانت للملازم “جوليانو” عدة بطولات في معارك متفرقة من الوطن وبعد الاستقلال سنة 1965 عارض بشدة التصحيح الثوري أي الانقلاب الذي قام به بومدين على بن بلة وانسحب بعدها من الجيش الوطني، كما عرف عن المجاهد “سالم جوليانو” حسب شهادات مقربيه قربه الشديد من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
رحل الرجل في صمت بمستشفى عنابة عن عمر ناهز 89 سنة وهذا يوم الجمعة 27 سبتمبر 2019 ولكن يبقى “جوليانو” خالدا في الذاكرة الوطنية مثله مثل “هنري مايو”، “بيار شولي”، “موريس أودان” “وفرانتز فانون” من الشخصيات العظيمة التي آمنت بقضية الشعب الجزائري وبعظمته.
فتحية اعتراف وتقدير لكل هؤلاء وللإشارة حتى زوجته “يمينة سيناوي” التحقت بالثورة وكانت برفقته بالقاعدة الشرقية، رجال ونساء ثاروا وعقدوا العزم على أن تحيا الجزائر، وكان للجزائر الاستقلال في 05 جويلية 1962 بفضل الثورة العظيمة و وبفضل كل هؤلاء.
تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.