العقيد لطفي وهشام بوداوي ؟!
قضية اللاعب هشام بوداوي والشخص المنسوب إلى أسرة الإعلام، أخذت أكثر من حجمها لكن الملفت للانتباه في هذه القضية هو تعاطي شبكات التواصل الاجتماعي مع مقولة “تحلبت يا الكافي” والعبارات العنصرية والجهوية التي صاحبت هذه الحادثة الأخلاقية ولا نقول المهنية حتى نكون واضحين.
إعادة إحياء النعرات الجهوية هو إحياء للفتنة خاصة في هذا الظرف بالذات، وهذا ما يؤكد تشتتنا وتفرقنا اجتماعيا وهذا ما كان يطمح إليه المستعمر الفرنسي سابقا بسياسة فرق تسد، إلا أن قادة ثورتنا المجيدة تفطنوا لهذا الفخ وعملوا على وحدوية الشعب من خلال إرسال المجاهدين على سبيل المثال من العاصمة ديدوش مراد إلى قسنطينة وبوضياف من المسيلة إلى وهران والعاصمة ووصولا إلى العقيد “محمد بن علي” المدعو “لطفي” أصيل مدينة تلمسان والذي استشهد بمدينة بشار الذي ينحدر منها اللاعب الدولي “هشام بوداوي”.
فالفريق الوطني يمثل شعبا واحدا ووطنا واحدا والعقيد لطفي لم يستشهد من أجل مدينة تلمسان ولا من أجل بشار وإنما استشهد من أجل وطن واحد اسمه الجزائر فلا مكان للجهوية في بيان أول نوفمبر ولا في عقيدة ثورتنا ولا في دستورنا فحذار من زرع النعرات الجهوية التي تولد الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد وأخطر ما يهدد وحدتنا الترابية هو الجهوية فلا فرق بين الجزائريين.
الو.م.أ دولة متعددة الأجناس والديانات لكنها أصبحت دولة قوية بفضل شعب آمن بوحدته تحت راية واحدة تمثل الولايات المتحدة الأمريكية فما بالك بالجزائر فشعبها واحد ودينها واحد وثقافاتها متعددة وثرية ورايتنا واحدة ضحى من أجلها مليون ونصف المليون شهيد، فمن واجب الإعلام الحقيقي أن ينشر ثقافة الأخوة والوحدة، صحيح لا يجب أن نقفز على الحقائق فالجهوية موجودة والعنصرية موجودة بسبب ممارسات الأنظمة السابقة التي شجعت على عدم تقبل الآخر من خلال نشر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، لكن من أجل الجزائر نتوحد ولا نعطي الفرصة لأصحاب مشروع الحكم الذاتي والانفصال.
نحن شعب واحد ولنا وطن واحد وفريق واحد، تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
One … Two … Three … viva l’algérie