دبلوماسية الماعون ؟ !
زيارة سفير السعودية بالجزائر لدار العجزة وتصويرها على أنها نشاط دبلوماسي هي في الأصل خطأ دبلوماسي لأن العمل الخيري والتضامن من مهام الدولة الجزائرية وحتى إن رغب السفير أو غيره تقديم هبة أو مساعدة، فيجب أن تقدم عن طريق وزارة الخارجية الجزائرية، لكن أن يذهب بنفسه لدار العجزة ويرفع الراية السعودية على سياراته ويطلب التغطية الإعلامية لهذه الزيارة فهذا خروج عن البروتوكول الدبلوماسي.
وهنا يصبح النشاط رسمي ويجب أن ترافقه وزيرة التضامن أو الخارجية أو يرسل المساعدات بدون طلب تغطية وسائل الإعلام لهذه المساعدة البسيطة، فالمسنين بدار العجزة ليسوا أيتام اليمن أو روهينغا والجزائر دولة ومؤسسات قادرة على رعايتهم والتكفل بهم فلا يزايد علينا أحد ولا يستغل العمل الخيري لتحقيق مآرب دبلوماسية.
خلال فيضانات باب الواد، الرئيس الفرنسي الراحل “جاك شيراك” أراد زيارة السكان لمواساتهم فرافقه الرئيس المخلوع ولم يذهب لوحده، هذه هي الأعراف الدبلوماسية ،فهل تسمح السعودية للسفير الجزائري بزيارة وتقديم المساعدات للبدو السعوديين في أبها أو العسير أو نجران؟! هذا على سبيل المثال، نحن لا نمنع الماعون ولكن الإسلام علمنا أنه لا يجب أن تعلم اليد اليسرى ما تنفقه اليد اليمنى، فلما الرسميات والتغطية الإعلامية؟
هذه الخطوة قد تفتح الباب على مصراعيه ليتدخل السفراء في العمل الخيري، والعمل الخيري معناه الطبقات الشعبية وهيبة الدولة فوق كل اعتبار ونحن الجزائر وما أدراك ما الجزائر، لسنا الصومال ولا روهينغا ولا يتامى اليمن.