رئيس كاتالونيا يرجئ اعلان الاستقلال

أرجأ، رئيس كاتالونيا، كارليس بوتشيمون، اليوم الثلاثاء، في خطابه أمام البرلمان الاقليمي اعلان الاستقلال، وتحدث عن اتصالات تجري توصلا الى “وساطة” دولية، كما اعلنت حكومته، لكن مدريد سارعت الى نفي ذلك.
وكثفت الشرطة الاجراءات الأمنية في محيط برلمان الإقليم في برشلونة، حيث منع الناس من الوصول إلى الحديقة التي تضم المبنى. وفي مدريد، وجهت الحكومة الاسبانية تحذيرا شديد اللهجة للرئيس الكاتالوني في وقت تحاول التعامل مع أسوأ أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ عقود. وقال المتحدث باسم الحكومة الاسبانية انييو منديز دي فيغو للصحافيين “اطلب من بوتشيمون الا يقوم باي خطوة لا يمكن الرجوع عنها والا يسلك اي طريق لا يمكن العودة عنه، والا يدلي باي اعلان احادي الجانب للاستقلال”.
من جهته، حث رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الرئيس الكاتالوني على تجنب اتخاذ أي قرار قد يجعل “الحوار مستحيلا”. ويعتبر مستقبل الاقليم على المحك خاصة وأن سكانه البالغ تعدادهم 7,5 مليون نسمة منقسمون بشدة على مسألة استقلال كاتالونيا منبع قوة اسبانيا الاقتصادية والتي أثار سعيها إلى الانفصال القلق بشأن الاستقرار في الاتحاد الأوروبي برمته.
وحث قادة سياسيون في كل من كاتالونيا واسبانيا وأوروبا بوتشيمون على التراجع والتخفيف من وطأة أكبر اضطراب تعيشه البلاد منذ تحولها إلى الديموقراطية في سبعينات القرن الماضي. وأما رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي فتعهد باستخدام كل سلطته القانونية لمنع الاستقلال فيما رفض حتى استبعاد وضع الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت سلطة مدريد المباشرة في تحرك غير مسبوق يخشى كثيرون من أنه قد يثير اضطرابات.
ولكن الرئيس الكاتالوني يصر على أن الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى في 1 تشرين الأول/اكتوبر رغم منعه من قبل المحكمة يبرر الانفصال عن مدريد. وصوت نحو 90 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء لصالح الاستقلال إلا أن الرقابة على عملية الاقتراع كانت ضعيفة فيما قاطعها الكثير من الكاتالونيين بينما شهدت حملة قمع عنيفة من قبل الشرطة الاسبانية.