ما يجب أن يقال: الساحل والمخططات الدولية ؟!
أصبح الساحل الإفريقي لعبة القوى الكبرى وفق مخططات دولية تريد أن تجعل من هذه المساحة الشاسعة في إفريقيا مناطق نفوذ وقواعد عسكرية وخطوط أمامية لحرب باردة غير معلنة بين روسيا والو.م.أ، الصين، فرنسا وبدرجة أقل تركيا وإسرائيل.
فإذا كان التدخل العسكري الفرنسي في مالي بحجة مكافحة الإرهاب ومساعدة حكومة مالي وبطلب منها هو في الأصل تواجد أمني لحماية شركة « AREVA » في النيجر ومراقبة الانتشار العسكري المحتشم للمارينز الأمريكي على طول الساحل وهذا بعد رفض الجزائر السماح للو.م.أ بإقامة قاعدة “AFRICOM” على الحدود الجزائرية.
لكن التواجد العسكري الفرنسي عطل وعرقل نشاط شبكات التهريب المحلية والدولية خاصة تجار المخدرات الذين يعتبرون الشريط الساحلي منطقة عبور لمافيا الكوكايين من أمريكا الجنوبية مرورا بالساحل الإفريقي وصولا إلى غاية الشرق الأوسط حسب مقالات إعلامية سابقة في الصحافة الفرنسية.
وسبق للجزائر أن حذرت من تحالف الجريمة المنظمة مع الإرهاب مما زعزع استقرار المنطقة، وهذا ما حدث اليوم بحيث كثرت الهجمات الإرهابية على الأهداف العسكرية الفرنسية وكثر نشاط الإتجار بالبشر وتهريب السلاح.
والجزائر بحكم معرفتها الدقيقة بالمنطقة وبقبائلها طالبت مرارا وتكرارا بتنمية منطقة الساحل حتى لا يصبح شبابها فريسة سهلة لإغراء وترهيب الجماعات الإرهابية وحذرت من مغبة التدخل العسكري الذي سيعطي ذريعة لانتشار الجماعات المسلحة بحجة المقاومة والدفاع عن العرض والأرض وهي في الأصل عمليات تمويه تصب في مصلحة الإرهاب الدولي بمختلف تسمياته.
فإذا كانت فرنسا متخوفة من التمدد الصيني في إفريقيا خوفا على ضياع مصالحها الاقتصادية وضياع مناطق نفوذها فإن روسيا تريد أن تنتشر في إفريقيا لإثبات الذات حتى لا تترك المجال للو.م.أ لربح المزيد من المناطق والتوسع دوليا.
أما تركيا فتريد أخذ أو حجز حصتها في السوق الإفريقية الواعدة كقارة استهلاكية بامتياز حاليا ومستقبلا وإسرائيل هي الأخرى تريد نشر قواعد متحركة ومتنقلة لمراقبة النشاط الاقتصادي لحزب الله اللبناني في إفريقيا بحيث تقول مصادر إعلامية إسرائيلية مثل “I24” أن ربع عائدات حزب الله المالية تأتيه من التجارة في إفريقيا ؟!
حتى الإمارات العربية أنشأت قاعدة عسكرية في GHADAMES بنيجر لحماية شركاتها في ليبيا والصومال وجيبوتي مثل “موانئ دبي” و”إعمار”.
الخلاصة، كل هذه المخططات تهدف إلى العمل لما بعد الفوضى في ليبيا، ومع استقرار الأوضاع الأمنية والمراهنة على “خليفة حفتر” في اقتسام الغنائم والمناطق بليبيا كـ “Le nouveau Pérou” وفق أجندات وخرائط جديدة لكل المنطقة وربما كل القارة الإفريقية.