مشاهد.. الأم ميركل والعرب
بفوزها بالانتخابات التشريعية الألمانية الأخيرة، تكون “الأم ميركل” مثلما يسمونها الألمان، قد حققت و حزبها الإتحاد المسيحي الديمقراطي فوزا تاريخيا ببقائها للمرة الرابعة في الحكم كمستشارة.
ميركل زعيمة العالم الحر منشغلة أكثر بأحوال أوروبا وبقية العالم، لأن أحوال ألمانيا بخير وعلى أحسن حال اقتصاديا واجتماعيا، و هذا رغم تدفق اللاجئين من كل حدب و صوب، خاصة سوريا، إلا أن هذا لم يؤثر على اقتصاد بلادها، حيث أن ألمانيا في عهد ميركل أصبحت رائدة وقدوة لكل أوروبا .
أنجيلا ميركل لما وصلت إلى الحكم منذ 12سنة، كانت أصغر مستشارة تحكم الجمهورية الفدرالية، دكتورة الكيمياء أعطت توازنا لاقتصاد ألمانيا، حتى أصبح من الاقتصادات القوية في أوروبا والعالم، وأصبحت ألمانيا بفضل حنكة ميركل العمود الفقري للإتحاد الأروبي وصمام الأمان لكل اقتصادات أوروبا.
الآن بعد فوز ميركل أهم التحديات، التي تنتظر المناصرة الأولى لكرة القدم ليس مشاهدة فنيات “أوزيل)” ولا أهداف “موللر” ولا ارتماءات “نوير” وإنما “البريكسيت” وخرجات دونالد ترامب، اللتان بإمكانهما التأثير على مستقبل أوروبا، خاصة حمقات ترامب وتأثيره على مستقبل الحلف الأطلسي.
“الأم ميركل” برؤيتها الصائبة جعلت دبلوماسية ألمانية، دبلوماسية ميكيافيلية وبرغماتية، حافظت على علاقتها مع الدب الروسي ودهاء بوتين ووطدت علاقتها مع العالم العربي والإسلامي، وخير دليل على ذلك استقبالها لمئات الألاف من اللاجئين السوريين، وكانت لهم بمثابة النجاشي في العصر الحالي، وأصبحت ألمانيا القبلة المفضلة للعرب والمسلمين بعدما كانت من قبل بريطانيا الفردوس الموعود، ميركل ساعدت المهاجرين العرب على الإندماج في المجتمع الألماني وفتحت لهم أبواب الشغل والدراسة، هذا داخليا أما خارجيا فمواقف ألمانيا مشرفة مما يحدث ويدور من أزمات سياسية في بعض الدول العربية والإسلامية فميركل تفضل دائما المصالح العليا لألمانيا على لعب دور الدركي أو المراقب أو الوصي على الغير، وللجزائر تاريخ عريق في العلاقات المتميزة مع ألمانيا، فميركل زارت الجزائر في عهد الرئيس بوتفليقة، كما لها دعوة بإعادة زيارتها الملغاة لأسباب صحية للرئيس بوتفليقة.
فإذا العلاقات متميزة دبلوماسيا واقتصاديا وخاصة أمنيا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فألمانيا والعرب عنوان لتاريخ متميز ومميز في بعض الفترات، فهنيئا لميركل بفوزها وهنيئا للعرب بدولة صديقة قوية.