ما يجب أن يقال: الخليج وجدار برلين ؟!
يحتفل الأوروبين والعالم بأسره بالذكرى 30 لسقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا، و بسقوط جدار برلين سقطت الثنائية القطبية وسقط معه الاتحاد السوفييتي وظهرت الأحادية القطبية وتحولت معها الو.م.أ إلى دركي العالم.
والحديث هنا عن توحيد الألمانيتين الشرقية والغربية وأثرها على الوحدة الأوروبية وعلى الرخاء الاقتصادي والفكر الوحدوي الجديد الذي لا يعترف بالحدود الوطنية وإنما بالرخاء الاجتماعي والسياسة الاجتماعية الديمقراطية، لكن اليوم في الخليج العربي يحدث العكس بدخول حصار قطر عامه الثالث، حصار فرضته السعودية وأتباعها الإمارات المتحدة ؟! والبحرين ، حصار جائر ضد دولة عربية مسلمة خليجية تنتمي إلى مجلس التعاون الخليجي وإلى جامعة الدول العربية وإلى مجلس التعاون الإسلامي.
وكل هذا لم يشفع لها أمام غيرة الجيل الجديد من حكام الخليج الذين قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم لأن نجاح السياسة القطرية داخليا، اقتصاديا ودبلوماسيا وكل هذا بفضل السياسة الرشيدة والحكيمة لسمو الأمير الشيخ “تميم بن حمد آل خليفة” الذي جعل من دولة قطر الصغيرة جغرافيا كبيرة دبلوماسيا واقتصاديا ودولة يحسب لها ألف حساب وما فوزها بتنظيم كأس العالم 2022 إلا خير دليل على قوة هذه الدولة إقليميا ودوليا والتي أصبحت نموذجا يقتدي به العالم بينما بقيت دول الخليج الأخرى تتخبط في المشاكل الداخلية وغارقة في النزاعات الدولية “اليمن، ليبيا” وقضية خاشقجي وغيرها من السقطات المدوية لصورة الدول والتي قد تترك آثارا يصعب محوها تاريخيا وأخلاقيا.
والدارس الجيد للعلوم السياسية يعرف جيدا أن السياسة الداخلية الرشيدة والاقتصاد القوي هما القاطرة للعمل الدبلوماسي وما دون ذلك من حملات إعلامية مشوهة وحاقدة أو بالمفهوم الصحيح تظليلية وقد تعطي الأثر العكسي لنتائجها لأن القفز على الحقائق السياسية بالحملات الإعلامية هو بالنهاية القفز نحو المجهول والمجهول في الدبلوماسية هو الخراب الداخلي والثورات الشعبية والقبلية وفق مخططات وبروتوكولات “صهيون” وقد يكون فيها العرب في الإعراب السياسي فاعل ومفعول به؟ !