ما يجب أن يقال: ليبيا وجرس نهاية الفسحة
دخل وقف إطلاق النار أو بالأحرى الهجوم على طرابلس حيز التنفيذ وهذا بعد قتال دام 08 أشهر كانت الحرب فيه بالوكالة لصالح قوى إقليمية ودولية وكان الفاعل والمفعول به “خليقة حفتر” أسير التشاديين سابقا، فتحرك الدبلوماسية الجزائرية بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون أعطت نتائج إيجابية وقربت الرؤى بين جميع الأطراف وأرسلت رسائل قوية للدول الطامعة في الثروات الليبية على أن الجزائر عائدة بقوة في الملف الليبي وستخلط كل الحسابات التي تمس بوحدة الأراضي الليبية وبسلامة الشعب الليبي.
وأجبرت الجميع على قبول الحل السياسي بعيدا عن التدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة “فاغنر وبلاك واتر والجنجويد” فقالها صراحة الرئيس تبون:”طرابلس خط أحمر” وعلى قول أحد السفراء الأجانب “تبون ذكرنا بقرارات الراحل هواري بومدين”عندما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية للأمة العربية” وهذا الاعتراف يبشر بعودة الدبلوماسية البراغماتية والدبلوماسية الهجومية بدل دبلوماسية النعامة التي ميزت فترة الرئيس المخلوع والتي انسحبت من الملف الليبي والمالي والشرق الأوسط، من أجل سواد عيون أمراء الحروب وأمراء الشيشة وطيور الحبار !! وموافقة بيانات Le quai d’Orsay.
هكذا كانت دبلوماسيتنا التي وصل بها الهوان إلى أن جمع لعمامرة “وزير الخارجية” السابق كل السفراء والقناصلة لكي يخطب عليهم زعيم الأوليغارشيا “علي حداد” خطابا حول الدبلوماسية والعمل الدبلوماسي وكانوا يصفقون له كلما تكلم بفرنسيته الركيكة والرديئة؟ وهذا للتذكير فقط وليس للإنقاص من كفاءة الدبلوماسية الجزائرية لأن المشكل كان في المسؤول المعين من طرف شقيق الرئيس المخلوع والذي حوّل الخارجية إلى Touring club فكان الذي كان.
اليوم نستبشر خيرا بعودة المدرسة وعودة شمس الدبلوماسية إلى الشروق في المحافل الدولية والصراعات الإقليمية، إنها الجزائر وما أدراك ما الجزائر.