تبون والانطلاقة الصحيحة
استحسن أغلب الشعب الجزائري ما يقوم به الرئيس عبد المجيد تبون من استقبال للشخصيات الوطنية والاستماع إلى آرائهم ومناقشة مواقفهم بحنكة ودهاء سياسي، لقاءات لم يقم بها رئيس من قبله ولم تتعود مؤسسة الرئاسة على هذه الاستقبالات والزيارات، خاصة مثل التي قام بها إلى منزل الدكتور طالب الإبراهيمي للاطمئنان على صحته، بعدما بلغ مسامع السيد الرئيس أن الرجل مريض، فكانت هذه الزيارة مفاجأة للدكتور وللشعب الجزائري الذي لم يتعود على نزول الرؤساء من بروجهم العاجية مثلما فعل تبون المتشبع بالتقاليد الأصيلة والمبادئ الوطنية والقيم الإنسانية.
فالبداية كانت ببن بيتور ثم رحابي ثم حمروش ومؤخرا الدكتور طالب الإبراهيمي والجيلالي سفيان كلها شخصيات سياسية تمثل التاريخ الوطني والسياسي للجزائر وتعتبر رموزا للحراك الشعبي، فهذه المبادرات بالمفهوم المؤسساتي مشاورات وتبادل للرؤى لكن بالمفهوم السياسي فهي تزكية سياسية واعتراف بشرعية رئيس منتخب شعبيا لم تأتي به جماعة أو لوبي وإنما أتى به الشعب عن طريق الصندوق وهذا ما أعطاه إرادة قوية تساعده على النهوض بالبلاد ومؤسساتها خدمة للوطن والمواطن.
وما يقوم به لحد الآن الرئيس من أفعال وأقوال نال بها ثقة الأعداء قبل الأصدقاء وخير دليل على ما نقول في الشأن الدولي الملف الليبي الذي باعت العصابة به القضية، فمجرد ما تكلم الرئيس حتى تحركت المياه الراكدة واستيقظت دبلوماسيتنا من غيبوبتها وعادت الحياة لها برؤية وإستراتيجية رجل اسمه عبد المجيد تبون يؤمن بجزائر قوية داخليا وخارجيا، رجل متفتح على جميع التيارات السياسية ويحترم الجميع ويسمع للجميع.
هذه الانطلاقة الصحيحة ستعود بالخير على البلاد ومؤسساتها والقادم أفضل وأجمل لوطن اسمه الجزائر وما أدراك ما الجزائر.