صوراية بوعمامة تتذكر دماء صحفيي العشرية

“نموت نحن وتحيا المهنة نموت نحن ويحيا الوطن” هذا ما تعلمناه ممن دفعوا حياتهم بالأمس القريب وهم يدافعون بأقلامهم وأفكارهم وصدورهم العارية عن مهنة هي قبل كل شيى مبادئ وقيم سامية و ميثاق شرف قبل ان تتحول اليوم إلى سجلات تجارية، لوبيات وممارسات طفيلية وحسابات سياسوية .. وقفة اليوم كانت لإنقاذ وإيقاظ ما تبقى من الضمائر الحية وفي مكان رمزي كم ارتوى بدم شهداء المهنة ودموع آلاف العائلات، آلاف الثكالى والأيتام، التي كانت تبكي على جدرانه وعند بوابته تبكي فقدان فلذات كبدها.
وأنا أقف اليوم إلى جانب الزملاء في هذه الوقفة السلمية كانت ذاكرتي ودون سابق انذار تستحضر صور أشلاء ضحايا انفجار عام 1996وصور زملاء المهنة وهم متنكرون وراء نظاراتهم وقبعاتهم ومتسلحون باقلامهم لمواجهة الموت وقد لمس الكثير منهم كفنه عند مدخل باب بيته وهو لا يدري أن كان سيعود لاهله في المساء ام لا!!! ..اليوم وانقاذا لشرف ماتبقى من المهنة نستجدي كل الضمائر وكل من فيه ذرة غيرة على هذه التي تلقب بالسلطة الرابعة وصاحبة الجلالة أن ينفض عنها ما لحقها من ذل وهوان وبؤس في ظل هذه الفوضى الإعلامية العارمة، التي تنخر جسد هذه المهنة وتنهك جهد آلاف الشباب من الصحفيين الذين يتوقون إلى الاستقرار وشرف ممارسة الصحافة ،الصحافة الحقيقية والحرة كما قالها بالأمس سعد زغلول وكثيرون قاعدة الصحف الحرة هي ان تكون صادقا ولا تخف..أننا نحلم بهذه القاعدة الرائعة، نحلم بصحافة حرة ومسؤولة في بلادنا ،نحلم بقنوات تلفزيونية تعمل في إطار القانون وبصحف لا تهاب سيف الغلق والطرد وبصحفيين يخافون الضمير قبل القانون والمسؤول ويقدسون الخبر لا الشائعة وأود في الأخير أن اختم بما قاله توماس جيفرسون”
وهي مقولة فيها الكثير من المعاني والدروس لمن يريد أن يمتهن الصحافة الحقيقية: يحب السياسي الصحفي المؤيد ولكنه يزدريه، ويكره الصحفي المعارض ولكنه يحترمه. وفي نفس السياق تحضرني مقولة اوسكار وايلد: “في أمريكا، يحكم الرئيس لأربع سنوات، بينما تحكم الصحافة إلى الأبد.”