ما يجب أن يقال: فرنسا وتدخلها في مالي وليبيا بين حقائق الميدان وزيف التاريخ ؟ !
أثبتت فرنسا في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون أنها لا تفقه شيئا في الجيوإستراتيجي، خاصة في تدخلها المتهور في مالي وتواجدها وتواطئها مع خليفة حفتر في ليبيا.
ما يحدث اليوم في مالي هو بسبب التدخل السافر لفرنسا أمنيا، عسكريا وسياسيا بخطط ولا نقول إستراتيجيات لأن فرنسا في عهد ماكرون و”لودريان” تلعب بخطط قصيرة المدى مرتبطة بالبرنامج السياسي لرئيسها وليس بإستراتيجيات مرتبطة بالدولة مثلما عهدناه منذ “شارل ديغول” و “فرنسوا ميتران” أو “جاك شيراك”.
فرنسا في مالي راهنت على لفيفها الأجنبي في عملية “برخان” والنتيجة معروفة وتدخلت سياسيا لدى القبائل المالية وحاولت التأثير عليهم والنتيجة معروفة كذلك، وحاليا ستخرج من ليبيا خالية الوفاض بعدما راهنت على الحل العسكري بسبب تعظيمها الزائد لقوة حفتر الافتراضية بمرتزقة “فاغنر” وبلاك واتر.
وهذا خطأ إستراتيجي فادح تقع فيه دولة بحجم فرنسا والحل السياسي سيجعل فرنسا تخرج من المخططات المستقبلية لإعمار ليبيا ويبعدها عن أي نفوذ أو التأثير في الشأن الليبي.
فمتى تتعلم فرنسا من أخطائها ولها في فرنسا الاستعمارية خير مثال ومتى تجعل مصلحة الدولة فوق البرامج السياسية لرئيسها ؟ ومتى تعرف أن الخطط التي تتدخل بها خارجيا تجاوزها الزمن؟ وأن الجيوإستراتيجي يحتاج لسنوات لتقطف ثمار العمل الدبلوماسي والأمني وليس العسكري لأن التدخل العسكري خارجيا يولد عقدة الاستعمار لدى شعوب الدول وهذا ما يزرع الحقد والكراهية وروح المقاومة.
هذه النظريات لا زالت بعيدة لدى مستشاري ماكرون ولدى « THINK TANK » الفرنسية لأن عقدة التفوق لازالت تسيطر على صاحب القرار الفرنسي بالوراثة منذ عهد “نابليون”، لكن التكيف مع الزمن وقدرات البشر هي التفوق وهي القوة، فمتى تتعلم فرنسا من حقائق الميدان وزيف التاريخ ؟