حمس والقصص الحق؟ !
القناعة بوجود وعاء انتخابي إسلامي في الجزائر اليوم هو ضرب من الخيال وهذا لعدة أسباب وعوامل، أبرزها غياب قاعدة شعبية إسلامية ، أو تيار إسلامي فاعل وفعال، وللتاريخ الحزب الوحيد الذي كان يحوز على قاعدة شعبية هو الحزب المنحل
وهذه القاعدة تشكلت وتكونت من اجل التصويت العقابي في الانتخابات وليس عن قناعة سياسية وبرنامج. لكن سرعان ما اندثرت هذه القاعدة أو هذا الوعاء بمجرد ما انزلقت الأمور نحو العنف والإرهاب، أما حركة “حمس” حماس سابقا وقبلها جمعية الإرشاد والإصلاح فتأسست بإيعاز وكلفت بمهمة محددة وهي احتواء ما بقي من مناضلي الحزب المنحل والترويج لخطاب إسلامي معتدل و مضاد لخطاب الإسلام السياسي الراديكالي أو مثلما يسميهم الشيخ المرحوم “محفوظ نحناح” ” لشاقوريست” فكان ومازال الخطاب السياسي لبقايا “الإخوان” يتغير و يتلون تارة تحت الطلب وتماشيا مع موازين القوى الحاكمة في السلطة وتارة أخرى مع اقتسام الغنائم من دون الدخول لساحات الوغى
اليوم “مقري” يقول لا للدستور مما معناه بقاء دستور بوتفليقة وحاشيته .والسؤال لمن يعمل مقري؟ ولصالح من يخلط سياسيا؟ هل هو ضد مطالب الحراك الذي ركب موجته في الأسبوع الثاني؟ أم ضد التغيير وضد الجزائر الجديدة؟ وماهي أجندته الخفية؟ مقري هذا الخطيب الذي اشتهر بمواقفه المخالفة لكل منطق سياسي.
كان يقول في 1999 وفي كل المواعيد الرئاسية أن للحركة مرشحها ثم زكى بوتفليقة وكان يقول أنه لا يعترف بالقوى غير الدستورية ثم إلتقى “السعيد” ؟ ! بالنهاية هو رجل غامض “بسلامته” لازال يعاني من آثار دوار البحر و من بيع سفينة “مرمرة” ، ولازالت مواقفه من الوضع في ليبيا ومن الصحراء الغربية ومن التطبيع غامضة وتحتاج إلى وقفات، فالرجل يعبر عن خط حركة سياسية تائهة بين الفكر الإخواني والفكر التجاري لرجال المال والأعمال وأشياء أخرى.
حمس حزب سياسي وضعت خريطة طريقه في منعرجات “واد السلامة” بولاية البليدة مباشرة بعد القضاء على جماعة مصطفى بو يعلي المسلحة، حزب تائه بين العاطفة الدينية والعواطف الدنياوية، مثلما تاه بين الراحل “مرسي” وبين أفكار “أفندينا” والباب العالي واليوم هو تائه بين تنبؤات قارئ الفنجان ، وخيط الدخان.