آخر الأخبار
زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي يعترف بتقويض العقوبات ضد روسيا للأمن الغذائي العالمي بيلينغهام يأسر قلوب الجماهير بلفتة رائعة اتصالات منتظمة لوضع استراتيجية للفوز.. أوباما يتدخل لمساعدة بايدن على هزيمة ترامب مرة أخرى النيجر.. الولايات المتحدة تقدم مشروعا حول انسحاب قواتها من البلاد تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات لأوكرانيا ممثل أمريكي شهير يزور ضحايا هجوم "كروكوس" الإرهابي في مجمع بيروغوف الطبي عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من الممثلة الخاصة للإتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل الرئيس السنغالي يدخل القصر بزوجتين.. فلمن يذهب لقب السيدة الأولى؟ محامي أسانج: من الصعب على واشنطن أن تلتزم بالضمانات التي طلبتها لندن الجزائر دبلوماتيك يشيد بحسن التنظيم و الاستقبال خلال الندوة الصحفية لوزير الخارجية وزير الخارجية أحمد عطاف: قرار وقف إطلاق النار في غزة دائم وعدم الرضوخ لقرارات مجلس الأمن عليه عقوبات ترقب سقوط أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن بداية من اليوم الثلاثاء وزارة الخارجية: ندوة صحفية حول أهم قرارات مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي وافق على قرار "طال إنتظاره" بشأن قطاع غزة العدوان الصهيوني على غزة: الجزائر تتطلع لإلتزام جميع الأطراف بالقرار الذي تبناه مجلس الأمن عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي مجلس الأمن الدولي يتبنى قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة انطلاق فعاليات جائزة القصيدة المحمدية في مدح خير البرية رئيس الجمهورية يثمن الأداء المشرف للبعثة الدبلوماسية الجزائرية بالأمم المتحدة بيان مجلس الوزراء
آراء وتحاليل

ما تطالب به الجالية المسلمة الاميريكية من جو بايدن وهل يرد جميلها له؟

رسالة أميريكا

د. حمود صالحى

كانت آمال حملة “جو بايدن” الانتخابية أن تستقطب الأقليات و تصوت لصالح مرشحهم حتى يفوزون برئاسة البيت الأبيض. وقدم الرئيس المنتخب “جو بايدن” وعودا كثيرة للمسلمين الأمريكيين وخاصة في جولاته الانتخابية لولاية ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة التي خسرها الديمقراطييون في الانتخابات الرئاسية السابقة بفارق عشرة آلاف أصوات فقط. كما أشاد الرئيس المنتخب “بايدن” بالإسلام كدين مسالم ومتسامح. وبصفته كثوليكيً مخلصً ، أثار”بايدن” شعور الأمل في نفوس المسلمين الأمريكيين عن مصداقية وعوده و تحقيقها، وخاصة مبادرته لتغيير الصور النمطية التي تعاني منها جميع الأقليات. “ابنتي التي هي في الكلية” تذكر احدى المسلمات الأمريكيات في لقائها مع إحدى وسائل الاعلام “تريد من الناس أن يحترموها. لا أريد أن يهاجمها الناس لأنها مسلمة أو لأن والدتها ترتدي الحجاب”.

ولكن ما جلب الأمل أكثر إلى قلوب الأقلية المسلمة الأمريكية هو وعد الرئيس المنتخب “بايدن” لتجميد المرسوم التنفيذي الذي أصدره الرئيس “دونالد ترامب” في 2017 والذي بموجبه منع مواطنو ست دول إسلامية من الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة إلا في حالات استثنائية، و الذي كان سبب انخفاض مجموع عدد الوافدين من تلك الدول إلى 16 ألف وافد في 2019 من مجموع 72 ألف فى 2016 قبل فرض الحظر.

ومع ذلك و في خطابه الافتتاحي ، أهدر الرئيس المنتخب “بايدن”، فرصة ثمينة ليشكر المسلمين الأمريكيين على التضحيات الكبرى التى قدموها في تأمين فوزه في ولايتي ميشيغان و ويسكونسن. وتدل الإحصائيات بأنهم حطموا أرقاما قياسية بنسبة مشاركتهم فى هذه الانتخابات حيث صوت أكثر من مليون ناخب مسلم أمريكي فيها، وبنسبة 69 ٪ لصالح بايدن و 17٪ لترامب.

ويعود الفضل فى ذلك الى عمل المتطوعين الشباب وحسن أداء تنسيق قادة الحزب الديمقراطى مع قادة الجالية المسلمة الأمريكية في توفير المنشورات والمعلومات الكافية لتوعيتهم بضرورة إدلاء أصواتهم، وبتكثيف حملاتهم على المساجد والعائلات في إقناعهم للتصويت على مرشح الديمقراطيين . و نتيجة ذلك شهدت زيادة غير مسبوقة في عدد المسجلين للانتخاب حيث ارتفع نسبة عددهم من 68٪ في 2016 إلى 78٪ هذه السنة. و بالمثل، بلغ إجمالي عدد مرشحي المسلمين الأمريكيين في مناصب قيادية إلى 110 مرشح.

هذا وقد حقق المسلمون الأمريكان انتصارات حقيقية في الانتخابات التشريعية على المستوى الوطني و الولائي وكذا المحلي. ففي الكونغرس تم  إشراك إلى كل من النائبتين “رشيدة طليب” عن ولاية “ميشيغان” و”إلهان عمر” في ولاية مينيسوتا اللتين فازتا بمقاعدهما في مجلس النواب و بهوامش كبيرة تفصلهما عن منافسيهما الجمهوريين للمرة الثانية، تم  إشراك ممثل ثالث، “اندرى كارسون” من ولاية انديانا كممثلين للحزب الديمقراطى فى مجلس النواب.

وعلى المستوى الولائي والبلدي، فقد بلغ عدد الفائزين من الجالية المسلمة الأمريكية   16 عضوا نالوا مقاعد في المجالس التشريعية الولائية والبلدية، أمثال “فادى قدورة” من  أصل فلسطيني ، الذي أصبح أول مسلم أمريكي ينتخب  كسيناتور فى مجلس الشيوخ لولاية انديانا، و”عمر فاتح” لمجلس الشيوخ  بمينسوتا، و”ايمان جودة” التي فازت بمقعد في مجلس النواب بولاية كولورادو.

وحسب بعض الإحصائيات، يبلغ عدد المسلمين الأمريكان ثلاثة ملايين ونصف نسمة يتوزعون في عديد من الولايات أغلبيتهم في ميشيغان، كاليفورنيا، و ايلينوى. هذا و إلى غاية أحداث سبتمبر 11، كان معظمهم، باستثناء المسلمين الأمريكان ذي الأصول الإفريقية، يميلون إلى الحزب الجمهوري بحكم قيمه المحافظة ومناصرته لتخفيض الضرائب.  ولكن اثرت القوانين التى سنها الكونغرس وادارة الرئيس “جورج دبليو بوش” (ممثل الحزب الجمهوري) بعد أحداث سبتمبر، والتي استهدفت الجالية المسلمة في انضمامها إلى الحزب الديمقراطي . هذا التحول في الانتماء الحزبي وتلك القوانين أعطت الفرصة لدخول الجالية المسلمة فى العمل السياسي وتغيير صور العنصرية والنمطية التي وجهت نحوهم. 

و الآن، تريد الجالية المسلمة الأمريكية أكثر من اعتراف الرئيس المنتخب “بايدن” برمزية مساعدته فى فوزه بالبيت الابيض. أنها تريد، كما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمزأخيرا، “أكثر من ذلك. تريد مقعدا على الطاولة” في إدارة “بايدن”. إنهم يطلبون أن يشاركوا في عملية صنع القرار “وأن يتم أخذهم في الاعتبار لشغل مناصب وزارية وإدارية عليا”. وهذا شأنهم شأن الأقليات الأخرى حيث لم يعد المسلمون الأمريكان مكتفين و حسب بالزيارات الرمزية للمرشحين السياسيين التى تبرز بجدارة خلال مواسم الانتخابات لأن تختفي بانتهائها. إنهم  يريدون التواجد على المستوى الوطني حتى يشاركوا في اتخاذ القرارات التي تمس شأنهم و على مستقبل جاليتهم.

وهذا مطلب يستحق رعاية إدارة “بايدن” إذا كانت تريد بالفعل تصحيح صورة المسلم الأمريكي في المجتمع السياسي والثقافي الأمريكي. فبالإضافة إلى الاعتداءات على ثقافتهم ودينهم, فالمسلم الأمريكي يعانى من العنصرية التي ترتكب ضده وهو يطلب التوظيف في مناصب عليا في الوزارات الحساسة مثل الخارجية والدفاع، و التي دوما ما توصد أبوابها في وجوههم لمجرد انتسابهم إلى العقيدة الإسلامية. ونجد هذا التعامل مطبقا أيضا في تمويل الدراسات الأكاديمية التي تستهدف 85٪ من المنح التي تقدمها وزارة الأمن الداخلي بغرض دراسة “مكافحة التطرف العنيف” بشكل خاص الجالية المسلمة الأمريكية، و حسب التقارير . يقول أحد مسؤولي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إنه ” بالتأكيد نتوقع وجودًا على مستوى أعلى ومشاركة أكثر جدية” مضيفا “نحن لا نريد فقط كلاما. نأمل أن يتم إشراك الخبراء في مجتمعنا في القرارات قبل تجسيدها”.

لا جدال فيما تصبو إليه الجالية المسلمة الأمريكية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية بأمريكا. لقد قامت الجالية المسلمة الأمريكية بمهمتها تلبية لنداء الرئيس المنتخب “جو بايدن.” والآن جاء دوره. فهل يفِ “بايدن” بوعوده تجاه الجالية المسلمة الأمريكية أم يكون تجاهل شكرهم في خطابه الأول الذي ذكرناه سابقا رسالة مسبقة أنه لن يستجيب لإلى تحقيق رغباتهم. ومهما يكن، فالجالية المسلمة الأمريكية تدرك جيدا أن نجاحها فى هذه الانتخابات ما هو إلا إحدى الخطوات في مشوارها الطويل لتحقيق آمالها وكسب احترام أمريكا لعقيدتها وثقافتها الأمريكية الاسلامية.

بقلم د. حمود صالحى لوس أنجلس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى