ما يجب أن يقال: كيسنجر والنظام العالمي؟ !

عندما يكتب التاريخ بهدف إخفاء حقائق وتهم. فهو لا يكون تاريخا.. بل شعوذة وتكهنات وتزويرا في مستندات رسمية. وهنا الحديث عن كتاب هنري كيسنجر الأخير.. “النظام العالمي” والذي يحتوي على 9 فصول تكلم فيه عن كل شيء وأي شيء وكأنها “خطبة الوداع” بحيث يبلغ الداهية السياسي الأمريكي من العمر 91 سنة وقد أقيل مؤخرا من منصبه كمستشار للبنتاغون الأمريكي ، كتاب كيسنجر تكلم فيه عن التاريخ ، الجغرافيا، السياسة عن النسيج الاجتماعي عن اللوبي المالي عن الخليج العربي عن الثروات العربية عن إيران ، عن روسيا الصين وإفريقيا وعن الفتوحات الإسلامية عن الإسلام وقال أنه يعرف الإسلام أكثر من المسلمين. هذه بعض المقتطفات من كتاب الداهية ، الذي عاد فيه للحديث عن النظام العالمي الجديد ، هنري كيسنجر كابوس العرب مستشار الأمن القومي خلال حروب 67 و 73 مع إسرائيل وخبير في شأن الصراع العربي الإسرائيلي ، ثم وزيرا للخارجية الأمريكية وأخيرا مستشارا للبنتاغون كان ولازال صانع السياسة الخارجية الأمريكية “العراب” مثلما يناديه قدماء البيت الأبيض ، فالنظام العالمي الذي يتحدث عنه “كيسنجر” هو مشروع “وليام روجرز” وزير الخارجية الأمريكي في فترة 1969-1973 والذي عمل معه “كيسنجر” مستشارا للأمن القومي وهذا في عهد الرئيس الأمريكي “ريشارد نيكسون” وهي مبادرة تهدف على تشجيع العرب على قبول سلام دائم مع إسرائيل ولازالت قائمة هذه المبادرة التي حولها هنري كيسنجر إلى مشروع رغم وفاة صاحب فكرتها في سنة 2001 بمريلاند.
اليوم عرب الخليج يهرولون ويتسابقون على التطبيع بدون مقابل رغم أن مبادرة “وليام روجرز” كانت مبنية على السلام مقابل الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة من طرف إسرائيل سنة 1967 إلا أن عرب العواطف والعواصف نفذوا بنود المبادرة بدون شروط؟ ! بسبب الداهية “كيسنجر” والفتى الذهبي” كوشنر” وهذا هو النظام العالمي الذي يتحدث عنه أخر الكهنة السياسيين وهو القوة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الاستراتيجية إسرائيل بتمويل عربي خليجي لمواجهة الصين وروسيا أما إيران ، تركيا والهند فهي أوراق وذرائع تستغل لتنفيذ خطط جيوإسترايجية مثلما يستغل اليوم الإسلام السياسي كذريعة سياسية لتغيير الخرائط السياسية وفق متطلبات العصر والحاجة . مثلما استغلت الشيوعية في السباق كإيديولوجية؟ ! فدائما خطط الكبار ينفذها الصغار سذاجة وغباوة سياسية . وما يحدث اليوم مع وباء كورونا ومنبعه الصين ستكون له مستقبلا انعكاسات خطيرة على الصين سياسيا واجتماعيا فهذه حرب عالمية ثالثة بإمكانيات أخرى حرب فيروسية ستستفيد منها الو.م.أ وبارونات السلاح سيتحولون فيها إلى بارونات اللقاح وستدفع الصين فاتورة الوفيات والكساد الاقتصادي مثلما دفعت ألمانيا النازية الثمن.
بقلم الإعلامي جمال بن علي