مهري وتقديم كتابي شهود ومواقف؟!
بقلم #جمال_بن_علي
من السهل أن تكتب عن أي سياسي لكن من الصعب أن تكتب عن المرحوم عبد الحميد مهري السياسي العظيم بقناعته ، وبأفكاره ، السيد مهري كان لي شرف التعرف عليه بحكم مهنتي كصحفي أولا بالشروق ثم بالتلفزيون العمومي فكنت على اتصال دائم به وكان يستقبلني كثيرا في بيته وأتحدث معه في كل شيء، سياسة ، ثقافة و أمور دولية.
وبقيت على اتصال به حتى وهو على فراش المرض ، وكان لي شرف محاورته عدة مرات ، مرة للشروق العربي ومرة للشروق اليومي في 2006 ومرتين للتلفزيون العمومي في برنامجي الحواري “في السياق” وكان السيد عبد الحميد مهري يحب الخوض في الراهن العربي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو فيما يخص القومية العربية وبحكم تواصلي الدائم مع المرحوم ، طلبت منه مرة تقديم كتابي ” شهود ومواقف” فرحب بالفكرة وطلب مني الاطلاع على مسودة الكتاب وقائمة الشخصيات التي حاورتها لأن الكتاب هو عبارة عن مجموعة من الحوارات التي أجريتها في الصحافة المكتوبة سواء أسبوعية الشروق العربي أو اليومي او رسالة الأطلس او يومية صوت الأحرار ، وللأمانة لما اطلع على مسودة الكتاب قال لي
” ما خليت ما بقيت ” وشرفني بتقديم الكتاب في سنة 28/09/2009 وابنه “سهيل” شاهد على ذلك.
فحتى عنوان الكتاب كان من اقتراحه، فكان عنوان الكتاب في الأول ” شهود وشهادات ” فقال لي غيّر العنوان إلى “شهود ومواقف ” أحسن لأن حواراتك هي مجموعة شخصيات يعني شهود ومواقف على مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر يقصد العشرية الحمراء وكتابك يؤرخ لمرحلة حساسة من تاريخ الجزائر السياسي .
وللإشارة هذا الكتاب منع من الطبع مرتين في زمن العصابة مرة من طرف دار النشر الخاصة وهذا في ديسمبر 2009 ، ومرة أخرى من طرف الوكالة الوطنية للنشر والإشهار في 2013 وهذا بسبب بعض الشخصيات التي حاورتها وكانت ضد سياسة بوتفليقة وحاشيته ، ورغم محاولة مديرة النشر آنذاك بالوكالة نشره إلا أن القوى الغير الدستورية كانت لها الكلمة الفاصلة .
فاليوم أستعد لطبعه في زمن الجزائر الجديدة جزائر ما بعد الحراك الشعبي ، كتاب “شهود ومواقف” قام بالتدقيق اللغوي فيه الشاعر الكبير “سليمان جوادي” فنعود للسيد عبد الحميد مهري يجب أن يدرس فكره ويجب ان لا ننساه ولا نتذكره إلا في ذكرى وفاته ، فالرجل كان سياسيا عظيما ومفكرا وصاحب بصيرة ورجل صاحب هيبة ووقار رحم الله الرجل الحكيم الذي تآمرت عليه السياسة السياسوية وخلده التاريخ بأحرف من ذهب في مدرسة الشهامة والرجولة في قسم الوطنية والقومية، رحمك الله يا حكيم الجزائر.
ولا نامت أعين الجبناء الذين تآمروا عليك ، فستبقى خالدا خلود هذا الوطن وهذه الأمة ، فنحسبك في جنة الخلد مع الصديقين والشهداء .
للإشارة كتاب شهود ومواقف فيه تقديم للسيد عبد الحميد مهري وللدكتور أحمد طالب الإبراهيمي وسيطبع قريبا بدار ” الحكمة “.
بقلم #جمال_بن_علي