المولودية، الطبقات الشعبية و الدوائر السياسية ..قصة اختطاف ؟ !
مولودية الجزائر ، أو فريق الشعب نادي الفقراء والطبقة الكادحة رمز الأحياء الشعبية و مفخرة باب الواد ، القصبة وكل العاصمة وصاحب قاعدة شعبية منتشرة في كل الولايات . المولودية فريق يلعب من أجل الزاوالية ، فريق إبان الاستعمار قهر كل الفرق الفرنسية وصاحب تاريخ حافل بالبطولات والشهداء، إنها المولودية، فريق هو عميد الأندية الجزائرية، فريق يمثل عمق العاصمة وعبق العاصميين، فهو فريق المتمردين “اولاد لبلاد” فأنصاره متواجدين في كل شبر من هذا الوطن .
هذا الفريق اهتم به الزعيم الراحل هواري بومدين وتدخل مرة من أجله لدى الكاف واستعمل الدبلوماسية لرفع العقوبة عن مدلل المولودية آنذاك في 1976 علي بن شيخ لكي يلعب نهائي كأس أفريقيا أمام حافيا كوناكري كما رفض الراحل بومدين احتراف عليلو في النادي نانت الفرنسي وأرجعه إلى الجزائر من باريس ،المولودية فريق حي باب الواد هذا الحي العريق الذي انطلقت منه ذات يوم من 5 أكتوبر 1988 شرارة الغضب الشعبي ضد الأوضاع الاجتماعية المزرية ، حي باب الواد كذلك لجأ إليه شيوخ الفيس المنحل لتأسيس جبهتهم بمسجد السنة ، هذا هو الحي الشعبي بتاريخه الثوري والسياسي والرياضي ، فالمولودية أنصارها يشاهدون الكرة ويتغنون بالسياسة، غنوا لضحايا 5 أكتوبر 1988 “باب الواد الشهداء” وغنوا للمعارضة ، كما نددوا لسياسة المرحوم الشادلي في العشرية السوداء ، كما غنوا كذلك للهجرة ، الحرڨة، ورفعوا شعارات ضد العصابة ورموز الفساد وسراق المال العام إبان حكم بوتفليقة.
اليوم هذا الفريق العريق أصبح في قبضة بعض السياسيين يتاجرون به لشراء السلم الاجتماعي بأموال سوناطراك التي تصرف على لاعبين مغمورين بدون حسيب ولا رقيب ، هذا الذي استغلته العصابة من قبل لتمرير العهدات لفخامة المخلوع ووضعوا على رأسه الديلر والقاسي والسعيد وبالمعنى الأصح كل من “هب ودب” ، فهل هذا هو مصير فريق الشعب ومفخرة الجزائر ؟ وهل ملايير سوناطراك يعني أموال الشعب تصرف بدون محاسبة ؟ اليوم آن الأوان لفريق الشهداء أن ينتخب مجلس إدارته بعيدا عن قرارات سياسية وبعيدا عن الدخلاء ، ولتبقى سوناطراك مجرد سبونسور لا أكثر ، ولتعود المولودية لأبنائها ، فهي ، أكسوجين العاصميين وفرحة أحياء باب الواد والقصبة وسوسطارة ، فاتركوا المولودية لأهلها ولا تلوثوها بالسياسة المسوسة وأبعدوا عنها العصابة ، الفلول والبلطجية ، فالمولودية فريق كرة قدم وأنصاره كرام و أخيار ورثوا حب المولودية أبا عن جد . تحيا الجزائر وتحيا المولودية.