ما يجب أن يقال: هل تريد فرنسا تحويل الساحل الى افغانستان ثانية ؟ !
بقلم #جمال_بن_علي
احتلت فرنسا الساحل الافريقي عسكريا بحجة مكافحة الارهاب ؟ ! فلا عملية “سرفال” ولا عملية “برخان” قضتا على العدو الشبح بل العكس فرنسا لازالت الى يومنا هذا تعد قتلاها من اللفيف الاجنبي ومن جنود قواتها الخاصة فما هو السبب؟
هل صعوبة الجغرافيا والطوبوغرافيا أم قساوة المناخ ام الرمال المتحركة والحسابات الاستخباراتية وراء هذا الفشل ؟ ولماذا تريد فرنسا توسيع تدخلها العسكري الى غاية غينيا متحججة دائما بالتواجد الارهابي ، فما هو سر تعاظم هذه الجماعات الارهابية بالساحل وما هي الدول التي كانت تدفع لها الفدية ؟ او بالتعبير السياسي التمويل الغير مباشر لهذه الجماعات لتوظيفها لمهام واغراض جيواستراتيجية تصب لصالح قوى عظمى تتنافس على طريق الحرير الافريقي وتتنافس على ثروات القارة ، قوى جعلت الساحل صف امامي للمد الصيني والتمدد الروسي والتغلغل التركي ، قوى رفعت سلاح الارهاب للتدخل والبقاء لأطول فترة بل الاكثر من ذلك جعلت من الساحل ساحة لعب لعدة اجهزة استخباراتية عالمية ترغب في تحويل الساحل الى أفغانستان ثانية تكون بوابة للتحكم في القرار السياسي للدول الافريقية ، فاللعبة انكشفت فأغلب المنظمات الغير حكومية الفرنسية وغيرها هي واجهة لنشاطات استخباراتية ، وما التصريحات الاخيرة للسفير الفرنسي السابق بالجزائر ومسؤول احد اجهزتها الاستخباراتية بأن التنظيم الارهابي القاعدة يمتد الى غاية غينيا ، هو مقدمة لتدخل عسكري فرنسي مقبل على الحدود الغينية يعكس قيم ومبادئ حقوق الانسان التي تتغنى بها فرنسا السياسية وفرنسا الدبلوماسية ، نحن مع مكافحة الارهاب والتنديد به والجزائر دولة وشعبا عانت ويلات الارهاب وكافحت لوحدها الارهاب الهمجي لكن يبقى الساحل بحاجة الى تنمية ومساعدات دولية والجزائر حذرت من التدخل العسكري في الساحل لأنه قد يحول الساحل الى افغانستان وملاذا للإرهابين ويشجع النزوح نحو دول الشمال وخاصة الجزائر ويشجع نشاط المنظمات الاجرامية وتحالفها مع الارهاب الاعمى ويهدد الامن الاقليمي لعدة دول مجاورة فمكافحة الارهاب اينما وجد تحتاج الى تنسيق دولي لا إلى تحالف استخباراتي مبهم جاهل بالمنطقة وتضاريسها الوعرة .
ففرنسا لا تتعلم من الدروس وخيباتها الافريقية من نادي سفاري “لأليكسندر دي مارنش” الى المرتزق “بوب دينار” ” إلى تشاد” وشريط أوزو ، الى عملية برخان فماذا تغير؟
ومازالت فرنسا تعتبر افريقيا منطقة نفوذها ، لكن الغباء السياسي والفشل العسكري الفرنسي تدفع فاتورته دائما افريقيا لوحدها.
بقلم #جمال_بن_علي