آخر الأخبار
الخارجية الأمريكية ترصد 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن "القطة السوداء" مدرب ألماني على رادار خوان لابورتا لتدريب برشلونة خبر مؤلم لجماهير ريال مدريد.. حسم مستقبل لوكا مودريتش بشكل نهائي بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الانتخابية تــــعــزيـــة تنفيذا لمبادرة رئيس الجمهورية, إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى من القاهرة زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي يعترف بتقويض العقوبات ضد روسيا للأمن الغذائي العالمي بيلينغهام يأسر قلوب الجماهير بلفتة رائعة اتصالات منتظمة لوضع استراتيجية للفوز.. أوباما يتدخل لمساعدة بايدن على هزيمة ترامب مرة أخرى النيجر.. الولايات المتحدة تقدم مشروعا حول انسحاب قواتها من البلاد تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات لأوكرانيا ممثل أمريكي شهير يزور ضحايا هجوم "كروكوس" الإرهابي في مجمع بيروغوف الطبي عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من الممثلة الخاصة للإتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل الرئيس السنغالي يدخل القصر بزوجتين.. فلمن يذهب لقب السيدة الأولى؟ محامي أسانج: من الصعب على واشنطن أن تلتزم بالضمانات التي طلبتها لندن الجزائر دبلوماتيك يشيد بحسن التنظيم و الاستقبال خلال الندوة الصحفية لوزير الخارجية وزير الخارجية أحمد عطاف: قرار وقف إطلاق النار في غزة دائم وعدم الرضوخ لقرارات مجلس الأمن عليه عقوبات ترقب سقوط أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن بداية من اليوم الثلاثاء وزارة الخارجية: ندوة صحفية حول أهم قرارات مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي وافق على قرار "طال إنتظاره" بشأن قطاع غزة
آراء وتحاليل

رسالة أمريكا: بايدن يعترف بالكارثة اليمنية ويراهن على التفاوض مع إيران

بقلم: د. حمود صالحي

لبُّ الموضوع في خطاب الرئيس جو بايدن الذي ألقاه أخيرا، والذي تعرّض فيه للأزمة اليمنية، يكمن في ما لم يقله. لقد كان الخطاب مليئا برسائل باطنية موجهة لإيران أكثر ما هي لحل المسألة اليمنية. أولويات الرئيس بايدن جاءت واضحة؛ إنه يريد جذب إيران الى طاولات المفاوضات عن طريق اعتراف الولايات المتحدة بحق دول الخليج، ومن بينها ايران، في الدفاع عن مصالحها الوطنية. وهذا ما قد يدفعك للتساؤل عن أوليات الولايات المتحدة في منطقة الخليج تحت قيادة الرئيس بايدن. هل هي اليمن أم إيران؟ وماذا عن الحروب الأخرى  في سوريا وليبيا وقضايا التطبيع العربي مع إسرائيل في ظل غياب أي اهتمام للقضية الفلسطينية؟

اتخذ الرئيس جو بايدن موقفا انسانيا اعترافا منه بضرورة انهاء الحرب في اليمن وفي وصفه لها بـأنها “كارثة انسانية” يجب أن تتوقف. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان اليمن يعيشون على شافة المجاعة ، ويعانى الشعب اليمني من أسوأ تفشّي للكوليرا وجائحة كورونا التي تسببت في وفاة 1 من كل 4 أشخاص أصيبوا بالفيروس. كما أن إعلانه بوقف الدور الأمريكي في العمليات الهجومية في اليمن يُعد خطوة سليمة. لو وقف الرئيس بايدن عند هذا الحد لاعتبرناه بالفعل جادا في رغبته الانسانية المتعاطفة مع الشعب اليمني، ولكن إضافته في خطابه مساندة حق البلدان الخليجية، ومن بينها إيران، تجعلنا نشك في رغبته الحقيقية. وهذا ما دفع العديد من المحلّلين السياسيين الى التركيز على الغموض الذي جاء في اعلانه الذي أوضح فيه بأنه سينهي “كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن”. وهنا يكمن الغموض الذي أقلق العديد من المتتبعين للقضية اليمنية.

اعتبر حسن الطياب، خبير الشرق الأوسط في لجنة الأصدقاء للتشريعات الوطنية الأمريكية قرار الرئيس بايدن عاما وناقصا في أهم التفاصيل و”لا نعرف ما يتضمّنه”. ويتساءل: “كيف تُميّز إدارة بايدن العمليات الهجومية عن العمليات الدفاعية؟”. ويضيف الخبير: “هل تعتبر الإدارة الأمريكية أن تبادل المعلومات الاستخبارية أمر مسيء؟ ماذا عن استهداف المساعدة؟ الدعم اللوجستي؟ نقل قطع غيار طائرات التحالف الحربية؟”

أما الأستاذة شيرين الأديمي، فإنها رحّبت في مقابلتها مع راديو “الديمقراطية الآن” التقدمية  بخطوة الرئيس بايدن ووصفتها بأنها “بشرى سارة، ربما كانت أهم انتصار” لليمن. لكن سرعان ما تراجعت عن موقفها بالقول بأن “هناك بعض التفاصيل التي تحتاج للتوضيح. وتضيف الأستاذة بأن هذا الأمر مقلقا حقا لها “لأنني ما زلت أتذكر البيان الذي أصدره البيت الأبيض عندما دخل أوباما الحرب في مارس 2015، وكان هذا هو نفس الإطار، وهو أنهم كانوا يدافعون عن الأراضي السعودية ضد الحوثيين. هذا ما قادنا إلى هنا، ست سنوات من الحرب، قُـتلَ أكثر من 100 ألف يمني، وتُوفي 250 ألف جوعا، إن لم يكن أكثر، دُمِّرت البلاد بأكملها. وكان التأطير دائمًا لحماية الحدود السعودية”. أما المحلل السياسي ميلفين غودمان فأشار أيضًا إلى أن إعلان الرئيس بايدن كان غامضا “ويتطلب أكثر من الخطة المقترحة”. ويستنتج غودمان بأنه “من غير المحتمل أن تنهي الحكومة الأمريكية الحرب دون قتال، وعلينا أن ندفعها للقيام بذلك”.

ومع ذلك ، فإن لإعلان الرئيس بايدن مزايا يجب عدم اهمالها خاصة إذا تم تطبيقها لخدمة الأمن الخليجى، بما فيها اليمن.

لا نعتقد أن الرئيس بايدن كان غامضا في تصريحه بإنهاء الحرب في اليمن أو مساندته للحل الدبلوماسي كبديل للحرب التي تسببت، كما قال، في كارثة إنسانية باليمن. إن إرساله لمبعوث مخضرم يملك خبرة واسعة في الشأن الخليجي دلالة واضحة على رغبته الصادقة في حل الأزمة اليمنية سلميا وتجاوبا مع مبادئ الشرعية الدولية. ولكن في نفس الوقت يدرك الرئيس بايدن أن نجاح الحل السلمي مرتبطا بعوامل استراتيجية كبرى بالمنطقة تفرض على أمريكا مراعاتها في إيجاد حل لليمن. لذلك أردف الرئيس بايدن موقفه بالتأكيد بأن الولايات المتحدة ستلتزم بمساندة الدول العربية المنخرطة في الصراع اليمني حق الدفاع عن مصالحها الوطنية وذلك بتلبية مطالبها لشراء الأسلحة الاستراتيجية الخاصة للدفاع عن أمنها الداخلي. 

وفِي نفس المجال أراد الرئيس بايدن أن يوجّه رسالة لإيران بأنه واع بحرص إيران علي الدفاع عن مصلحتها الوطنية مثلها مثل الدول العربية المجاورة لها. حسابات الرئيس بايدن، إذن، متماسكة مع موقفه  بأن الحل السلمي للقضية اليمنية متشعبا ويحتاج الي حل شامل يتضمن الاعتراف بحق الدول المجاورة لليمن في الدفاع ضد اخطار أو تهديدات خارجية تستهدف زعزعة أمنها الداخلي. فعن طريق خلق أرضية جديدة وآليات للتشاور تحت مبدأ الثقة المتبادلة يأمل الرئيس بايدن أن تدخل الولايات المتحدة في مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. وقد يكون هذا بداية لحل القضايا المعلقة بمنطقة الخليج واليمن بالذات.

إن الطريق مازال طويلا لإنهاء النزاع المتواصل باليمن، كما يذكر أحد المحللين السياسيين. وهذا قد يتطلب خطة شاملة متوازنة مع مصالح الأطراف المتورطة في النزاع اليمني. لذلك  يكمن الحل الوحيد في وصول هذه الأطراف، بما فيها القوات اليمنية، الى حل سلمي يخدم مصالحهم الوطنية ويحمي أيضا الأمن القومي اليمني. فالبداية قد تكون من إيران ولكن نهايتها لابد أن تكون في اليمن.

لوس أنجلس: د. حمود صالحي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى