ما يجب أن يقال: فرنسا والساحل .. خسائر عسكرية وحسابات سياسية ؟ !

مرت 8 سنوات على التدخل العسكري الفرنسي في الساحل الافريقي بحجة مكافحة الجماعات الارهابية، اليوم السؤال ماذا ربحت فرنسا بتدخلها العسكري بداية بعملية “سرفال” وصولا الى “برخان” تدخل عسكري كان بإمكانيات هائلة سواء بشرية 5100 عسكري ومادية بمشاركة 07 طائرات حربية و 22 هيليكوبتر و230دبابة لكن كل هذه الترسانة الحربية لم تمنع سقوط 55 قتيل وحوالي 200 جريح خلال 8 سنوات من حرب الاشباح ، وبتكلفة مالية قدرت ب 8 ملايير دولار اي بمعدل مليار دولار في السنة، تدخل قابله ارتفاع لأصوات الرأي العام الفرنسي تطالب الجيش الفرنسي بالانسحاب من الساحل ، (مالي والنيجر) وهذا ما أكدته ما عملية لسبر الآراء الأخيرة بفرنسا IFOP و كانت نتائجها ضد التواجد الفرنسي بالساحل وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون إقرار خفض القوات الفرنسية بالساحل، وحتى داخل مالي انطلقت مظاهرات ضخمة تطالب فرنسا بسحب قواتها من مالي ، والسؤال اليوم لماذا ترفض فرنسا الخروج من الساحل رغم الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها يوميا في حرب الرمال المتحركة ؟ وهل سيكون مصير فرنسا في الساحل مثل مصير الو م أ في الصومال ؟ أم ان تقاطع المصالح بين أفريكوم الو م أ وفرنسا في الساحل هي شعرة البعير التي قسمت ضهر قوات اللفيف الاجنبي ومرتزقة أوروبا الشرقية وطالبي اللجوء الذين جندتهم فرنسا في حرب توقيت بدايتها معلوم لكن توقيت نهايتها لم يُدرس لا في الكلية الحربية ب SINCIL ولا في معهد العلوم السياسية بالسوربون وانما علمها في المصالح الجيواستراتيجية وفي الحسابات السياسية والحملات الانتخابية لرؤساء فرنسا . يحدث كل هذا مع اجتماع مجموعة دول الساحل بالتشاد التي ستمنح فرنسا صلاحيات أكثر القوات الفرنسية وللتشاد رمزية لدى فرنسا تذكرها لتدخلها العسكري خلال الثمانينات في شريط أوزو على الحدود الليبية .