ما يجب أن يقال..لماذا سقط أباطرة الإعلام السعودي

لا حديث في الأوساط السياسية والإعلامية العربية والدولية سوى عن “التسونامي”، الذي ضرب صفوة المجتمع السعودي، من رجال أعمال وأمراء ووزراء، بحجة مكافحة الفساد، عملية نوعية قادها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكن الأغرب هو سقوط أباطرة الإعلام السعودي والعربي، الثلاثي الشهير الوليد بن طلال، صاحب مجموعة “روتانا” وشريك روبرت ميردوخ وصاحب قناة “العرب” وصالح كامل، صاحب مجموعة “A.R.T”، ووليد أل إبراهيم، صاحب مجموعة “MBC” وقناة “العربية”، الذين أوقفوا جميعهم بفندق “ريتز” بالرياض، بتهمة الفساد المالي.
هذا في الظاهر، لكن في الباطن حسب العارفين بخبايا البلاط الملكي هو الصراعات السياسية واختلاف الرؤى مع ولي العهد والخوف من الآلة الإعلامية لهذا الثلاثي صاحب العلاقات المتشعبة حول العالم والنفوذ الإعلامي والسياسي المرعب لهؤلاء، الذي باستطاعته قلب أي نظام ومباركة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقرار التوقيف، ما هو إلا انتقام من الأمير الوليد بن طلال، الذي عارض بشدة ترشح دونالد ترامب، لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أحد الممولين الرئسيين لمنافسته، هلاري كلينتون.
يبقى، السبب الرئيسي، لسقوط أباطرة الإعلام هو عدم اتخاذهم لأية مبادرة للرد على الإعلام القطري، خاصة قناة الجزيرة ولذلك أراد ولي العهد إعادة تشكيل المشهد الإعلامي السعودي بوجوه جديدة رأس مالها للقصر الملكي.
وليد بن طلال، صالح كامل، وليد أل ابراهيم، سيبقون أشباحا تؤرق ولي العهد لأنهم أقوياء وحتى لو تخلصت السعودية من كل الأشباح وعلى رأسها أباطرة الإعلام أو الفساد يبقى أكثر أشباح الماضي ظهورا اليوم هو شبح الأصولية الذي يبقى يؤرق القصر الملكي الذي ضن ذات يوم أن الوهابية بإمكانها تسيد العالم الإسلامي خاصة الدول العربية النفطية. اليوم انتهت الوهابية كما انتهت أي تجارة تتجه من الربح إلى الخسارة سارع أصحابها إلى إيقاف عملياتها بلا تكاليف باهظة أو ضرائب مؤجلة تعود يوما ما لكي تطارد أصحابها الذين ضنوا أن حسابها سيئ ودفاترها القديمة مزقت.
لعب، السعودية بأسعار النفط لصالح الدول العظمى وتقاذف تهم تمويل الإرهاب مع قطر يأخذها إلى طريق مسدود، فهل بإمكان السياسة الجديدة للسعودية محو أثار الماضي؟