ما يجب أن يقال: النمسا … المصلحة الوطنية والمحظورات الجيوسياسية ؟ !

بقلم #جمال_بن_علي
قررت النمسا وعلى خلاف الاتحاد الأوروبي وعلى لسان مستشارها “سيباستيان كورتز” في تصريحات صحفية، أنه مستعد لتلقي سبوتنيك 5 أو اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا في حال وافق الاتحاد الأوروبي على استخدامهما في دول التكتل.
كما أنه عبر عن استعداده لتنظيم تصنيع هذين اللقاحين ببلاده وقبل ذلك اعتبر كورتز أن وكالة الأدوية الأوروبية يجب أن تنظر في طلبات تسجيل اللقاحين الروسي والصيني مشيرا إلى أن هذه المسألة لا مجال فيها للمحظورات الجيوسياسية، بهذه العبارة أضاف المستشار النمساوي نقطة أخرى ثمينة لرصيده السياسي على المستوى الأوروبي، بعد النقطة الأولى من خلال الدرس الذي لقنه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهذا أثناء اجتماع الاتحاد بعد انتشار وباء كورونا لتخصيص مبالغ مالية لمساعدة الاتحاد الأوروبي والدول المتأثرة اقتصاديا بسبب الجائحة ونقصد هنا إيطاليا.
مداخلة “كورتز” آنذاك كانت درسا في العلوم السياسية وفي البرغماتية واليوم بعد تصريحاته حول لقاحات روسيا والصين يؤكد مرة أخرى مدلل الشباب النمساوي أنه داهية سياسي ورقم مهم في المعادلة الأوروبية وسيكون له شأن كبير في السياسة العالمية فهو يحرص على مصالح النمسا بعيدا عن الشعبوية والبهرجة السياسية ويتعامل ببراغماتية مع الدول وليس “إمعة” وإنما صاحب قرار وذو شخصية نمساوية خالصة خلق لكي يكون زعيما أوروبيا فبذكائه ومواقفه أكد لأوروبا أن شمس الاتحاد ستشرق من فيينا آجلا أم عاجلا.
بقلم #جمال_بن_علي