الجزائر – السعودية.. رسالة وقراءات

رسالة، الرئيس بوتفليقة، إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود، تحمل عديد الدلالات والقراءات.
رسالة، جاءت في عز الأزمة الخليجية وفي عز الثورة الداخلية على الفساد.. السعودية وفي خضم الأزمة الدبلوماسية السعودية مع ألمانيا، لبنان واليمن.
رسالة، الرئيس، جاءت لتأكد على العلاقات التاريخية بين البلدين، لأن السعودية بلد له أهمية خاصة، بحيث يصعب ترك الاهتمام بشؤونه أو مستقبله لدولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب الذي يدعو الجزائر إلى الالتفات نحو السعودية في هذه الأوقات بالذات هو ما ظهر أخيرا من علامات ودلائل، تشير إلى وجود توترات وضغوط داخلية رغم محاولات التغطية السياسية والإعلامية على حقائقها الفعلية وهو أمر يحتاج إلى تعاون خارجي متعدد.
وهذا ما فهمه، بوتفليقة، بإرساله رجل ثقته ووزيره، السيد الطيب لوح، في إطار دبلوماسي يعتمد علي النصيحة والاقتراحات لاحتواء الأزمات وهذا بحكم المعرفة الدقيقة للرئيس لملف الخليج وكذا بحكم كمستشار للشيخ زايد، هذا من الناحية الخارجية.
أما القراءة للرسالة أو لحاملها المبعوث الخاص للرئيس، السيد الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام..، فاختيار الرئيس لوزير العدل، هي رسالة بحد ذاتها على الثقة الكبيرة، التي يتمتع بها الوزير لدى الرئيس ومحيطه وإلى السمعة الطيبة للوزير لدى المملكة السعودية، فلماذا يختار الرئيس وزير العدل ولا يختار وزير خارجيته، أو وزيره الأول أو رئيس مجلس الأمة المتعوِّد على مثل هذه المهام.
فهذا معناه أن مسؤول الدبلوماسية عندنا فَقَدَ مصداقيته لدى الخليجيين، خاصة السعوديين وهذا بعد تصريحات حول المغرب، وبوتفليقة يعرف جيدا التعاون بين القصور الملكية وهذا معناه أن الرئيس غاضب من وزير خارجيته، بعد تصريحاته، ضف إلى ذلك اجتماع جامعة الدول العربية وبيانها الختامي والغياب المتعمد لوزير الخارجية الجزائري، هذا الغياب الذي اعتبرته السعودية موقفا دبلوماسيا.
الجزائر، لا تريد أن تكون تابعا أو تنجر وراء مصالح دولة ضيقة وإنما تتحرك وفق مصالح وطنية وبدبلوماسية براغماتية، فحنكة وزير العدل، وحكمته وعلاقته الوطيدة مع السعوديين رأى فيها بوتفليقة مخرجا من الأزمة المرتقبة وحلا لإعادة بعث الدفء للعلاقات الجزائرية السعودية، في زمن لا مكان فيه للأخوة وإنما المكان للمصالح والبقاء للأقوى.