“لم نذق النوم”.. فريق عمل “المومياوات” يروي كواليس الترميم
من داخل عربة مومياء الملك رمسيس السادس، جلس الدكتور مصطفى إسماعيل مدير معمل ومخزن المومياوات بالمتحف القومي للحضارة في القاهرة، يترقب انطلاق الموكب من ميدان التحرير إلى المتحف الموجود بمدينة الفسطاط، ويشاهد نتاج عمله الذي استمر أكثر من 3 سنوات في ترميم وتجهيز نقل المومياوات الملكية.
وفي حدث عالمي وتاريخي ضخم، شهدت القاهرة نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في موكب مهيب وأنيق حملت فيه المومياوات داخل سيارات مذهبة، وهو الحدث الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي ونخبة من المسؤولين والفنانين والمثقفين.
وقال إسماعيل صاحب خطة ترميم وصيانة ونقل المومياوات، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “فكرة الترميم جاءت عام 2017 بتكليف من وزير الآثار، وبدأت بدراسة حالة المومياوات”.
وبعد عام من العمل منفردا، استعان إسماعيل بفريق عمل صغير مساعد له، يتألف من الدكتورة ولاء صلاح والدكتورة إيمان إبراهيم، المتخصصتين في مجال صيانة المومياوات، لاستكمال مشوار المهمة الصعبة.
وأضاف إسماعيل: “فريق العمل ابتكر فكرة كبسولة النيتروجين بهدف حماية وحفظ المومياوات من التآكل والرطوبة والحشرات والبكيتريا وغير ذلك”، مشيرا إلى أن الفكرة تضمن “صفر صدمات” بالنسبة للمومياء، بحيث لا يحدث أي تصدع أو حركة أثناء النقل.
وتابع: “المومياوات الملكية انتقلت داخل كبسولات غاز خامل (النيتروجين). هذا الغاز سيتكفل بمقاومة لأي اتلافات قد تتعرض لها المومياوات”.
وبمجرد وصول المومياوات إلى المتحف القومي للحضارة، سيتم تهيئتها للعرض في أماكن مخصصة لها، ويقول إسماعيل: “التهيئة ستتم خلال 15 يوم، وستكون الفتارين المخصصة لعرض المومياوات بها نسبة نيتروجين تصل إلى 99.9 بالمئة مع انعدام الضغط، لأن الضغط سيحدث شروخا وانفصالات. انعدام الضغط يعني حفظ المومياوات”.