ما يجب أن يقال.. الأفلان.. من حكم مهري إلى نكت ولد عباس!

الأفلان حزب له أهمية خاصة، بحيث يصعب ترك الاهتمام بشؤونه لجماعة في السلطة أو لهيئة أمنية أو لجماعة المال الفاسد، أو ترك أمور مستقبله لنتائج حقيقية ومفبركة في كثير من الاستحقاقات الانتخابية وفي صورة بالغة التبسيط، فإن الأفلان هو حزب الأغلبية وحزب الأسرة الثورية وحزب السلطة.
الأفلان، حزب سياسي حرر البلاد من الاستعمار، حزب قال عنه المرحوم بوضياف أن مكانه في المتحف، ما يدعو للاهتمام به في هذه الأوقات بالذات، هو ما ظهر أخيرا من علامات ودلائل تشير إلى وجود توترات وضغوط عليه، رغم محاولات التغطية السياسية والإعلامية على حقائقها، وهو أمر يكشف أن السلطة الفعلية تواجه أزمة في إدارة الواقع كما أن الحكومة تواجه مشكلة في ضبط المستقبل أو بالأحرى زراعة الأمل.
الأفلان الذي أسسه بوضياف وحكمه خيضر ومهري وصل به الأمر إلى “ولد عباس” المثير للجدل والضحك بسبب ماضيه الثوري المشكوك فيه وخرجاته المضحكة ونكته المسلية التي عوضت حكم عبد الحميد مهري ونظرته البعيدة للحزب والبلاد.
الأفلان تحول من حزب هام للدولة إلى لعبة كل رئيس، رغم وجود كفاءات وإطارات لا توجد في أي حزب آخر وتحقق الإجماع حولها إلا أن أصحاب القرار رؤوا في ولد عباس أنه رجل المرحلة لأننا نعيش في زمن التهريج السياسي وزمن أوان الشموخ فيه قضى وترك مكانه لأصحاب اللامواقف وأصحاب المسكنة فشلال الثورة المتدفقة التي عرفته الجزائر بفضل عائدات النفط والتي وصلت إلى 1000 مليار دولار ،جعلت اولياء أمورنا لا يحتاجون إلى أفلان قوي مادام كل شيء فيه قابل للبيع من مناصب في البرلمان إلى حقائب وزارية إلى …. !!
الآن مع انهيار أسعار النفط وتواصل عجز الميزانية وانكماش الاحتياطات المالية وتوقف خطط التنمية وظهور علامات القلق الاجتماعي ،ماذا باستطاعة الأفلان أن يقدم للشعب او للدولة سوى نكت ولد عباس.
وأصبح الأفلان من أهم الأدوات في لعبة السلطة، فالوضع الحالي للأفلان مع العودة القوية للأرندي في التشريعيات والمحليات الأخيرة شواهد أوضاع قلقة ،فإذا أضيف إليها أجواء ما يجري داخل الوطن فإن الخطر ليس على الأفلان وحده وإنما على البلاد كلها.
وفي انتظار أن تتجلى الأمور فإن هذا الحزب الحيوي للسلطة يعيش حالة قلق على موازين بالغة الدقة والحساسية تمتد على ساحة عريضة من خزائن فارغة وولاءات متباينة،وصحف وقنوات فضائية وسلطة تتصور أنها تستطيع أن تمسك بصفارة الحكم في المباراة وتضبط قواعد اللعبة لرئاسيات 2019.