ما يجب أن يقال: خطاب الملك، المخزن وحروب الأجنحة ؟!
بقلم #جمال_بن_علي
تابعت خطاب ملك المغرب بمناسبة الذكرى 22 لجلوسه على عرش مملكة المغرب ، خطاب مقتضب جاء في شكل رسالة أولها شكر لشعبه على صبره على مصاعب الحياة، وشكر آخر لقطاع الصحة بالمملكة والعاملين فيه، وثلث أرباع الرسالة الباقي للجزائر، عنوانها ود، محبة ورجاء، فالملك أراد بهذه المناسبة توجيه رسالة إلى الجزائر سلطة وشعبا مفادها أنه بريء من ممارسات المخزن المتمثل في الأوليغارشيا من أصدقائه من زمن LE COLLÉGE ROYAL الذين يتحكمون في الإقتصاد المغربي ولهم علاقات وطيدة مع إسرائيل, كما تبرأ من الشطحات الدبلوماسية بقيادة المتهور “بوريطة” الذي تحركه المنظومة المخزنية بحيث قال الملك في خطابه أنه يتأسف على التجاوزات الدبلوماسية، يقصد ما حدث في نيويورك، وهنا يطرح السؤال، من يحكم المغرب ؟ هذا السؤال الذي لخصه في كتاب سابق للكاتب الأمريكي جو واتربوري تحت عنوان “أمير المؤمنين ” الملكية والنخبة السياسية، فبعد هذا الخطاب وتحليله، هل يوجد صراع مصالح في المغرب وصراعات نفوذ وحروب أجنحة وإختلال في موازين القوى بين بوريطة وقضية “بيغاسوس ” والتجسس على الرئيس الفرنسي ماكرون صديق الملك وحليف المغرب وقبلها الأزمة المغربية الإسبانية والمغربية الألمانية والمغربية البلجيكية، كلها أزمات أضرت بالمؤسسة الملكية مما يدل على وجود صراع نفوذ خارج القصر الملكي وإلا كيف نفسّر تودد الملك للجزائر بعبارة أمن الجزائر من أمن المغرب وأمن المغرب من أمن الجزائر ؟ الأكيد والمتتبع للشأن المغربي يعرف أن المغرب مقبل على عزلة دولية بسبب قضية التجسس وقضية الهجرة غير الشرعية والإتحاد الأوروبي وتطبيعه مع الكيان الصهيوني، كلها دلائل ومؤشرات أكدها خطاب الملك أن الجزائر هي طوق النجاة الاقتصادي بعد جائحة كورونا وكذلك المنقذ لقطاع السياحة في المغرب بفتح الحدود خاصة بعد فضيحة التجسس التي أكدت على وجود صراعات نفوذ وإئتلاف مصالح قد يهدد عرش الملك أو يقوم بتقزيم دور المؤسسة الملكية في إتخاذ وصناعة القرار داخليا وخارجيا، وتلك الأبام نداولها بين الناس .