الجزائر- السعودية.. اعتذار معزول لموقف شعبي

اعتذار، الوزير الأول، أحمد أويحي، سرا للسعودية عن “التيفو”، الذي رفعه أنصار عين مليلة، وأثار جدلا واسعا في الداخل والخارج..، إذا كان “التيفو” فعل معزول، كما قال أويحي فالحقيقة غير ذلك، لأن الموقف الشعبي الجزائري أيد ما قام به أنصار عين مليلة حسب الشارع الجزائري وحسب رواد شبكة التواصل الاجتماعي،وفي هذه الحالة اعتذار أويحي يبقى اعتذارا معزولا يعبر عن شخصه أو عمّن أمره بالاعتذار..، هو فعلا من الناحية القانونية لا يحق للمناصرين أن يرفعوا لافتات سياسية، لأن هذا تعاقب عليه “الفيفا”، بحيث لا يحق لأي كان أن يشغل الرياضة لأغراض سياسية، وهذا ما قام ه وزير العدل حافظ الأختام عندما أمر بفتح تحقيق معمق لمعرفة من المسؤول عن السماح بإدخال ورفع اللافتة وصرح بأنه سيكشف عن المتورطين بعد انتهاء التحقيق وهذا التصريح حرك وزير الداخلية، الذي سارع بتوقيف رئيس الأمن الولائي ورئيس أمن الدائرة حتى لا يطالهما أو يكشفهما التحقيق.
لكن خرجة أويحي أثارت الاستغراب، لماذا نعتذر على لافتة رفعت في الملاعب؟ ! الموقف السعودي بإتجاه نقل السفارة الأمريكية نحو القدس واعتراف أمريكا بها كعاصمة لإسرائيل، معروف لدى الأمة الإسلامية فهو في الظاهر ضد هذا القرار لكن في الباطن مثلما يقول الفلسطينيون، ثم لماذا لم نشاهد صورة العاهل السعودي في المسيرات المؤيدة للقضية؟ بل بالعكس شاهدنا صور أردوغان.
إذا لا داعِ للشرح الواضح في علاقة السعودية مع القضية الفلسطينية ولذلك الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد لا نسمح لأيا كان أن يتطاول عليها ولا على رموزها ولا على تاريخها الحافل والمتنوع ثقافيا ولغويا، فإمكان المال شراء كل شيء إلا التاريخ فالجزائر أمة وشعبها واعٍ ولا يحتاج إلى دروس ولا إلى مساومات أو مزايدات.