ما يجب أن يقال: ترامب.. النار والغضب
لازالت الفضائح تعصف بالبيت الأبيض الأمريكي بسبب مواقف وتصريحات الرئيس الأمريكي المثير للجدل، دونالد ترامب، والتي بدأت بحضر سفر رعايا بعض الدول إلى أمريكا نهاية بتصريحه حول المهاجرين القادمين من إفريقيا وهايتي والسلفادور، واصفا دولهم ببؤر القذارة..، تصريح وصفه زعيم الحزب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي بول ريان، بـ “المؤسف والخطير”، لأنه يمس بسمعة الولايات المتحدة الأمريكية، ضف إليها قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وعداءه الدائم لإيران وسياسته المتغطرسة، التي أعطته لقب أسوأ رئيس للولايات المتحدة.
لم يقرأ لصامويل هينتينقتون صراع الحضارات بل أصبح يذكرنا بالإمبراطور الرومي البيزنطي إيمانويل الثاني باليولوجوس (1425-1350) وفي قول آخر (1360-1430) لا يفقه شيئا في العلاقات الدولية وليست له استراتيجية بل له خطط وحيل.
وهذا ما جعل مستشاره السابق “بانون” يؤلّف كتابا بعنوان “النار والغضب”، يفضح فيه مناورات ترامب ومؤامراته وكيف راهن على 04 دول في الشرق الأوسط هي مصر، السعودية، الإمارات وإسرائيل وكيف نصحه صهره “جاريت كوشنر” على الرهان على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإعطاءه كل ما يريده، مقابل كل مايريدونه، خاصة حول موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وعقدته مع المهاجرين خاصة قرار طرد المهاجرين من السلفادور، الذين لجؤوا إلى الولايات المتحدة بعد زلزال 2012.
السؤال الآن لدى كل الأوساط الأمريكية إلى أي مدى باستطاعة ترامب الذهاب بالولايات المتحدة يراهن الحزب الديمقراطي بالعودة بقوة في 2020 إلى البيت الأبيض بسبب الصورة السيئة، التي سيتركها ترامب على الحزب الجمهوري وهذا ما حمّس نجمة الإعلام الأمريكية “وينفري أوبرا” على عزمها الترشح إلى الرئاسة الأمريكية والدخول إلى البيت الأبيض كرئيسة بعدما رفض ترامب اعتمادها كصحفية بالبيت الأبيض.
فتكاد السياسة الأمريكية بقيادة ترامب في حماية إسرائيل أن تتسبب في إشعال النيران بالمنطقة ولكن لإسرائيل وجهات نظر متفاوتة ما بين الرضا والانتظار وما بين الشكوك العميقة في النوايا والنتائج، التي سيؤدي إليها قيام عاصمة لإسرائيل بالقدس هو ملأ الفراغ الناجم عن فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي هي أساسا سياسة تتقاطع وتخدم المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية ولذلك أصبح “جاريت كوشنر” منظّرا لترامب زوج ابنته المدللة، تخشى إسرائيل تجسيد فشل سياسة ترامب عبر تقدم سياسات عالمية بديلة لا تأخذ إلى حد كبير المخاوف الإسرائيلية كما يراها الإسرائيليون كإحدى النتائج المباشرة لتهور ترامب لأن اللوبي الإسرائيلي بأمريكا، الذي زكاه ودعمه رئيسا لأعظم دولة في العالم أصبح دمية في يده، وإن أحد أهم الملفات التي تقلق إسرائيل وتريد من الغرب أن يتولى مرة أخرى ومجددا نيابة عنها معالجته وفق أجندة إسرائيلية بالكامل.
هو الملف النووي الإيراني، التقرير التالي الصادر هذا الأسبوع عن مركز يافا للدراسات الإستراتيجية ينتقد الاتحاد الأوربي بسبب ما أسماه التلكؤ في اتخاذ ما يلزم من أجل فرض عقوبات على إيران.
إذن الولايات المتحدة بقيادة ترامب أصبحت تخدم وفق أجندة إسرائيلية قد تشعل النار مثلما أشعلت ثورة الغضب ضده داخل وخارج الولايات المتحدة.