ما يجب أن يقال: الساحل وفرنسا … الواقع والسراب
فشلت فرنسا في حربها على الإرهاب في الساحل الإفريقي فشلا ذريعا، لا عملية ‘سرفال” ولا عملية “برخان” حفظتا ماء وجه فرنسا “العبوس” والأسباب واضحة وضوح شمس الساحل، أسباب جيوسياسية وأسباب أمنية عسكرية.
عن الأسباب الجيوسياسية هو رفض قبائل الساحل للتواجد الأجنبي وبالأخص الفرنسي على أرضهم ، وهذا لعدة اعتبارات أهمها التركيبة البشرية والعادات والتقاليد القبلية التي لا تقبل التعاون أو التواجد العسكري الأجنبي وبالتحديد الفرنسي لأسباب تاريخية استعمارية وكذلك رفض السلطة المركزية “بيباماكو” التعاون مع فرنسا التي تتصرف معهم كوصية على مالي.
أما أمنيا فالإفلاس الإستخباراتي وانعدام المعلومة وراء السقوط المدوي للجيش الفرنسي بالساحل وهذا لعدم معرفة اللفيف الأجنبي لتضاريس الساحل ورماله المتحركة وكذلك لرفض القبائل التعاون أو بالأحرى التخابر مع عدو الأمس فرنسا.
أما عسكريا فهرولة الجيش الفرنسي للتدخل خارجيا بقرارات سياسية وارتجالية غير مدروسة والنتائج معروفة سواء في الساحل الإفريقي أو في أفغانستان أو في سوريا أو في العراق، لأن التدخل الفرنسي دائما يكون الهدف منه إتباع الو.م.أ أو “بريستيجا” يذكِّر بالقوة المزعومة للديك الفرنسي.
لكن في كل مرة تعود الجيوش الفرنسية إلى باريس وشوارع Pigalle تجر ذيول الخيبة بسبب قصر النظر وغياب الإستراتيجيات وتعويضها بتكتيكات ضرفية يغلب عليها طابع المغامرة والمقامرة، فالمؤكد اليوم أن الساحل الإفريقي سيتطهر من الجماعات الإرهابية التي تعمل في بعض الأحيان بالوكالة لصالح قوى أجنبية لها حسابات جيوإستراتيجية في المنطقة ولذلك بعض الصحف الفرنسية تشن الحملات بالاشاعاة والبروباغاندا لصالح الاستخبارات الفرنسية في محاولة يائسة للنيل من كل من يتصدى لفرنسا.
فبتنمية المنطقة وتقوية الجيش المالي ستنقرض الجماعات الإرهابية التي تحالفت مع الجريمة المنظمة في تجارة المخدرات والإتجار بالبشر وأشياء أخرى كانت سببا وذريعة في التدخل الأجنبي بالساحل بحجة مكافحة الإرهاب والقرصنة وهو في الحقيقة حماية المصالح الاقتصادية والنقود مثلما فعلت فرنسا مع شركة AREVA وكذلك قطع الطريق أمام المد الصيني والروسي والتركي بالمنطقة، فتقاطعت المصالح وتعددت الجماعات الإرهابية والمصلحة واحدة فالساحل واقعة واحدة وسراب متعدد الجنسيات.