العصرنة.. بين الشعارات والإنجازات

إن في الفكر العلمي والفلسفي أو الديني والغيبي يشهد على أزواج من المتعارضات مثل السالب والموجب أو التماسك والتخلخل أو الجذب والطرد، كما تشهد أزواج من الثنائيات مثل النور والظلمة أو الخير والشر أو الروحاني والجسماني أو الواقعي والخيالي أو الواقعي والافتراضي وبين الشعارات والإنجازات.
هنا الحديث عن موضة العصر ألا وهي العصرنة والرقمنة والإدارة الالكترونية والانتخاب الالكترونية..، وغيرها من الشعارات، التي أصبحنا نسمعها بمناسبة وغير مناسبة، شعارات تدخل في خانة الاستهلاك الداخلي والمزايدات السياسوية.
وزارة الداخلية قامت بإنجاز جواز سفر بيومتري واستخراج شهادة الميلاد رقم “S 12″، منذ عهد وزير الداخلية الأسبق، يزيد زرهوني، بطريقة سريعة حتى لا نقول ارتجالية نقلت البيانات بأخطائها ولازال المواطن لغاية اليوم يجري في الإدارات لتصحيحها والبطاقة البيومترية صالحة في إدارات وغير صالحة في غيرها ؟ !.. ويأتي وزيرنا الهمام ليتحدث عن الانتخاب الالكتروني في 2020 ؟ !
أكيد الجواب لا تعليق، ووزارة البريد تتغنى وزيرتها بالعصرنة، التي لم نلمسها وخير دليل كثرة الاختلاسات في حسابات الزبائن وغياب التجارة الالكترونية وتفضيل المتعامل الأجنبي لإنجاز العصرنة في القطاع.
للأمانة وهذا رأي المواطن داخل الوطن وخارجه هو قطاع العدالة وحده وقبله العمل، الذي قام فيه وزير العدل وحافظ الأختام، الطيب لوح، بعمل جبار وبطاقة الشفاء خير دليل ونحن في المرتبة الخامسة عالميا كدولة تتعامل ببطاقة الشفاء لاقتناء الأدوية والعلاج.
ونفس العمل قام به في وزارة العدل، شهادة السوابق العدلية، شهادة الجنسية والسوار الالكتروني والإمضاء الالكتروني ثورة أحدثها الوزير في قطاع العدالة جعلتنا كدولة في رحاب الدول المتقدمة وأصبحنا نصدر هذه الخبرة إلى دول الجوار.
والأغرب كل ما قام به الوزير سواء في قطاع العمل أو العدل عمل قام به جزائريون وبتكلفة رمزية وفرت على الدولة مئات الملايين من الدولارات، يعني المستحيل ليس موجودا في قاموس الطيب لوح، صاحب الإستراتيجية العصرية وبعد النظر الذي لمسه المواطن وأصبحت الدولة تفتخر بإنجازاته وفقا لبرنامج الرئيس بوتفليقة، الذي جعل من عصرنة الإدارة والخدمات أولوية الأولويات، والوحيد الذي نجح في تطبيقها هو وزير العدل ورجاله الأكفاء خاصة مديرية العصرنة التي تقوم بعمل جبار أبهرت به الأعداء قبل الأصدقاء فشتان بين الشعارات والإنجازات وبين الأقوال والأفعال، فعلا الإنجازات تأتي بالثورة الصامتة لا تأتي بالتصريحات والشعارات، والمواطن يعلم ذلك جيدا.