الاضرابات.. بين الحق النقابي والاستغلال السياسي

ما تعيشه الجزائر من إضرابات ومسيرات بالقوة، وتجمعات في قطاعين هامين هما التربية والصحة رغم أن الكل يعلم أن قطاع التربية مشلول وبديله موجود في المدارس الخاصة لمن استطاع إليها سبيلا، وقطاع الصحة كذلك منتهي الصلاحية ومعدوم وبديله كذلك موجود في العيادات الخاصة، إلا أن الأغلبية الساحقة من هذا الشعب “المغبون” على أمره لازالت ترسل أبناءها للدراسة في مدارس بن غبريت وكذلك لازالت الأغلبية تموت في مستشفيات “حسبلاوي”، إلا أن هذه الاضطرابات لم يتعاطف معها الشعب لأنه يعرف أن الطب الجزائري تعشعش في الرداءة والعقد النفسية، والحالات الشاذة من الكفاءات لا يقاس عليها والبعض فظلوا العمل كممرضين في مستشفيات فرنسا.
ونفس الشيء يقال على قطاع بن غبريت، الذي تسوده الفوضى والرداءة وأشياء أخرى، ولذلك نقول أن هذه الاضطرابات مستغلة سياسيا ومحركة بجهاز التحكم عن بعد مثلما يقول البعض، ونحن بدورنا نقول، “إن لم تستحوا فافعلوا ما شئتم”، فهذا حسبلاوي يذهب إلى كوبا لجلب الأطباء بعدما اتفقنا معهم على بيعهم البترول، فهل أصبحنا مثل العراق: “البترول مقابل الأطباء.”
قطاع الصحة مملوء بـ”البزناسية” وغاب فيه الوازع الأخلاقي والضمير المهني فتقهقر حتى أصبح ميؤوس من إصلاحه، والتربية عندنا غائبة وما نشاهده في مجتمعنا من كائنات بشرية بلا أخلاق ولا علم خير دليل على صحة مدرستنا الأصلية، التي راحت ضحية الصراعات الأيديولوجية وأصبحت حقلا للتجارب ومخبرا لكل دعاة التغريب ودعاة التطرف والشعوذة الدينية.
فيا ولاة أمورنا، أليس فيكم رجل رشيد له الغيرة على وطنه ؟ !