المشهد السياسي في الجزائر.. بين الرداءة والهوان !

لم يعد المشهد السياسي في الجزائر يستحق التفكير فما يبدو داخليا وخارجيا لأنه أشبه بمسرحية “مدرسة المشاغبين”، ولأن إمبراطورية الظل لم تعد تدير اللعبة بالريموت كونترول..، وتركت الساحة للطحالب السياسية والمال الفاسد أصبح يفعل فعلته في مصير الأمة ومستقبل الأجيال، نحن الآن كل ما علينا اتجاه الوقت والأحداث أن نشاهد ونتأمل والبلد تغرق وتتفكك وتحولنا بقدرة قادر أو بقدرة السادة، الذين استولوا على خيرات البلاد والعباد إلى قطيع…، لا يستحق إلا الرعي ولم يدركوا أن الرعي نفسه أصبح حلما بعيد المنال عند غالبية الشعب التي ينهشها الفقر والجوع.
الخط المستقيم كما علمونا في كتب الرياضيات هو الذي يصل بين نقطتين وللأسف لم تعد مقدورات الجزائر تسير بين نقطتين… ولم تعد السلطة في يد أصحاب القرار ولم يعد هناك”رب الدزاير” بل هناك أرباب متفرقة ولوبيات مافياوية همّها جمع الأموال وتهريبها إلى الخارج.
اقتصادنا أصبح يتحكم فيه الخارجون والمارقون وأصحاب السوابق، وأغلقت المصانع وبيعت كعقارات صناعية لأصحاب “الصفوة المتميزة”، وأبواب الحريات أغلقت فأتاحت لشرذمة من المدعين أن يتسلطوا على الناس ويحتكروا الماء والهواء وربما حتى الأعمار والآجال.
إذا أردنا أن ندرك حجم المأساة نتمعن في وساطة “علي عية” مع “الكنابسات” وبن غبريت ليقنعهم وهو الذي لم يستطع حتى إقناع مختطفيه في سنوات الإرهاب لإطلاق سراحه؟! وإذا أردنا أن نتأكد من أنه زمن الرداءة والهوان علينا أن نقف أمام تصريحات علي حداد زعيم “الباترونا” لما قال: “تحيا فرنسا” ونقف أمام المنظّرين السياسيين والمتربصين بالإدارة الشعبية والناجحين في البرلمان بالرشاوي والبلطجة والنفوذ..، ووزراء التملق والصدف ورؤساء الأحزاب خريجي المخابر والتخابر، الذين ينادون بالمليونية والمجلس التأسيسي.. شجاعة جاءتهم بإيعاز؟!
عندما تسمع هذه “الكائنات” تتحدث عن قضية داخلية أو خارجية، تشعر بالغثيان، يغرقون الناس في مصطلحات “مفلطحة” ويهدون الثوابت والقيم ويخطئون في رصد التاريخ ويتكلمون عن بطولاتهم وعنتريتهم، وللأسف لا جديد يفرغ على الأقل شحنة الغضب عند الناس لأن بهذه الممارسات الغضب الساطع آتٍ.