ما يجب أن يقال: حرب الجواسيس بين لندن وروسيا
تقود بعض الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، الرأي العام الدولي باتجاه غير تقليدي منذ انتهاء الحرب الباردة، ضد روسيا وقيصرها “فلاديمير بوتين”، الرجل القوي، الذي أعاد هيبة روسيا وآخر هذه الحملات هي قضية الجاسوس الروسي المزدوج “سيرغي سكريبال”، الذي وجد جثة هامدة وقتل بغاز الأعصاب. لندن وجهّت أصابع الاتهام إلى روسيا بحكم أنه جاسوس مزدوج، وقد كشف من قبل لبريطانيا عش الجواسيس الروس، فحكمت عليه روسيا بالاعدام ثم اطلق سراحه في صفقة تبادل لجواسيس بين روسيا وبريطانيا.
إن قصة حرب الجواسيس بين روسيا وبريطانيا قديمة منذ عهد الجاسوس البريطاني الشهير كيم فيلبي عميل “M.I.5″، إن بعض المتابعين للشأن الدولي بدؤوا يلاحظون تدخل الغرب في الشأن الروسي بشكل مباشر وأكثر بروزا خاصة مع قرب الرئاسيات الروسية وتنظيم الأخيرة لكأس العالم لكرة القدم، ضف إلى ذلك الدور المتنامي للرئيس لبوتين خارجيا في سوريا وحياده في الملف النووي الإيراني.
كلها عوامل تؤكد أن المكر الغربي يشتغل لتقليم أظافر الرئيس “بوتين”، الذي بدأ بقصة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الى غاية قضية الجواسيس بين لندن وروسيا، ضف الى ذلك الترقب الفرنسي للشأن الداخلي الروسي. كلها مؤشرات توحي الى أن “بوتين” أصبح يقلق، وهو الذي قال عنه قائد الاستخبارات الفرنسية الأسبق “إيف بونيي” بأنه: “بوتين أعظم زعيم في العالم” ؟
ويرى، المختصون أن الدول الأوربية أصبحت تسير مسار الولايات المتحدة وربما هذه الحملة الآن أكدت أنهم لن يبقوا وحدهم وقد تحذوا حذوهم بعض الدول الخليجية رسميا أم شعبيا أم نخبويا.
وهناك العديد من الفرضيات، التي تحاول تفسير ما يحدث ومنها أن الغرب يحاول جاهدا خلق حالة من العداء الدائم مع روسيا خوفا من استيقاظ العملاق الروسي ومن روح الإنتقام التي تملأ قلب رجل الـK.G.B. “فلاديمير بوتين” للغرب وحلمه الدائم بعودة القوة الروسية إلى سابق عهدها، في انتظار انتهاء حرب الجواسيس بين لندن وروسيا يبقى فريق “تشلسي” برئاسة صديق بوتين”أبراموفيتش” يدخل الأفراح للإنجليز كرويا، رغم تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” بمقاطعة أعضاء العائلة المالكة ووزراءها مونديال روسيا.
وهكذا تخلط الرياضة بالسياسة، فقضية العميل شماعة علقت عليها بريطانيا سبب طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتجميد العلاقات، رغم هذا تبقى شعبية “بوتين” في تصاعد ولم تتأثر بالإتهامات وقطع العلاقات،. بينما شعبية “تيريزا ماي” أصبحت في النازل.