مشاهد: ولاية بوتين الرابعة.. الإستراتيجية أمام الخطط
إذا كان فوز فلاديمير بوتين بولاية رابعة غير مفاجئ، فإن المفاجأة ستكون تفرغه التام للسياسة الخارجية أو بالأحرى لمهمة كسر العظام مع الغرب بزعامة الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، فإن قضية الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال، ما هي إلا كرة الثلج في العلاقات بين الغرب وروسيا.
فبريطانيا البرغماتية ضربت عرض الحائط مصالحها الاقتصادية من أجل خطة عالمية لعزل بوتين وكبح جماح روسيا القادمة بقوة إلى الساحة الدولية اقتصاديا وسياسيا، ومحاولة زعزعة استقرارها داخليا من خلال فرض العقوبات عليها بسبب قضية جاسوس ما بعد الحرب الباردة ! لكي تشغل بوتين عن ما يدور في العالم، وإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بعيدا عن أي دور لروسيا التي أصبحت في عهد بوتين مشوشة على الغرب.
لكن المعروف على بوتين أنه صاحب إستراتيجية وضعها منذ اعتلاءه سدة الكرملين عكس ما تروج له صحافة الغرب بأنه رجل تكتيكي وليس استراتيجي في العلوم السياسية،.. التكتيك ظرفي ومستعجل أما الإستراتيجية فهي سياسة ورؤية واستشراف بعيد المدى.
أصحاب التكتيك هم الحلف الأطلسي لما تدخل في قضية القرم وفشل والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا والآن بريطانيا بقضيتها “الجاسوس المزدوج”، جاءت لتؤكد أن الغرب ليست له إستراتيجية واضحة فهو يقوم بردود أفعال وبوتين إستراتيجيته واضحة وضعها قبل 18 سنة من وصوله إلى الحكم وهي إعادة روسيا القوية إلى الساحة الدولية.
ومهما فرضوا على روسيا من عقوبات ومهما حاولوا عزل الدب الروسي إلا أن إستراتيجية ابن الـ”كا جي بي” المعروف بفن المناورة والدهاء تفوق على الغرب، الذي أصبح لا يفرق بين المصالح العليا والمهام الأمنية ولذلك نقول أن مسلسل بوتين والغرب لازال مستمرا فالبطل واحد والكومبارس متعدد، فبوتين سيلعب على سياسة فرق تسد في حربه الباردة مع الغرب لأنه يعرف أن ضغط الشعوب أقوى من حماقات الحكام وأوربا، التي عانت هذا العام من برد سيبيريا، الذي هب عليها بإمكان غاز روسيا أن يعيد لها الدفء شريطة تغليب المصالح الاقتصادية على الحسابات السياسية.