ما يجب أن يقال: فرنسا ومكافحة الإرهاب.. فشل أمني وسياسي

كثرت، الأعمال الإرهابية بفرنسا والخطاب واحد والإستراتيجية الأمنية والسياسية في مكافحة الإرهاب واحدة، وهذا منذ أول عملية إرهابية على أرض فرنسا قام بها ابن الضواحي، “خالد كلكال”، إلى غاية عملية “رضوان لقديم”، ولا جديد طرأ على الإستراتيجية الفرنسية في مكافحة الإرهاب الدموي ماعدا مخطط “فيجي بيرات”.
تسلسل، العمليات الإرهابية دليل على فشل الإستراتيجية الأمنية حتى لا نقول المنظومة كلها، وحتى الخطاب السياسي “هو_هو” منذ فرانسوا ميتران إلى غاية ماكرون، وهذا ما يستوجب وقفة تحليلية اجتماعية سياسية، ما هي الأسباب التي تدفع شباب الأحياء وسكان “LES HLM” إلى اعتناق الفكر المتطرف، ولماذا أغلب المتواجدين في الجماعات الإرهابية بسوريا هم من أصول فرنسية؟ هل فعلا سكان الضواحي هم من الحثالة؟ مثلما قال عنهم الرئيس المرتشي ساركوزي وهذا بعد احتجاجات باريس في عهده، وهل التهميش والاحتقار وراء عدم اندماجهم في المجتمع الفرنسي؟ والدليل حتى المنتخب الفرنسي الذي أهداه الأسطورة زيدان كأس العالم همش مدربه الحالي “ديشان” كل اللاعبين من أصول عربية بن زيمة ، بن عرفة وناصري…!!
أليس هذا دليل واضح على أن بعض هؤلاء الشباب تولدت عندهم كراهية لكل ما هو فرنسي و لهم عقدة التهميش نحن هنا لا نبرر الإرهاب بل نندد به ونحاربه بأقلامنا ونقف وقفة تقدير لكل الضحايا مهما كانت ديانتهم لأن الله حرم قتل النفس البشرية. والجزائر عانت من ويلات الإرهاب، لكن على فرنسا بلد الجن والملائكة أن تراجع سياستها الأمنية والاجتماعية لكي تقضي على أسباب الارهاب والتطرف، عملا بشعار جمهوريتها “حرية ومساواة”.
الإرهاب، اليوم أصبح ظاهرة عالمية يضرب في كل مكان والخطر صفر غير موجود في المنظومات الأمنية، لكن يجب أن نقضي على هذه الظاهرة التي شوهت الإسلام والمسلمين، والإسلام بريء منها لأنه دين تسامح ومحبة ولا يجب على الجالية المسلمة بفرنسا وغيرها أن تدفع ثمن الإسلاموفوبيا بسبب حماقات الفضلات الإنسانية والسياسة، ومجابهة التطرف مهما كانت جنسيته ومهما كان دينه، لأن الإرهاب لا دين له ومن يقومون بالعمليات الارهابية في فرنسا هم فرنسيين حتى ولو كانت أصولهم عربية، فالمشكل سياسي اجتماعي أمني.