ما يجب أن يقال: إيطاليا الهاربة من دورها

إيطاليا القوة الاقتصادية الثامنة في العالم وجدار أوروبا، الذي تتحطم عليه أحلام المهاجرين الأفارقة وغير الأفارقة. أضحت إيطاليا “دركي” أوربا وهذا ما أثر على شؤونها الداخلية، وأدى بالحركات الشعبوية إلى الظهور وأثر على اقتصادها بدون مساعدة الاتحاد الأوربي الذي تركها تكافح وحدها ظاهرة الهجرة حتى خارجها مثلما يحدث في ليبيا ومالي، لكن الاتحاد الأوربي يعلم هذا لكنه لا يساعد، بل يسلط الأضواء على ألمانيا وفرنسا اللتان تمارسان السياسة الخيالية، عكس إيطاليا الواقعية باقتصادها الصاعد بقوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبصناعة السيارات والصناعات العسكرية وبطبيعة شعبها المحب للآخر والذي ينبذ العنصرية، هذه كلها عوامل تشجع إيطاليا على لعب دور أكبر في النزاعات الدولية والتموقع كقوة باستطاعتها التأثير في موازين القوة في سوريا أو الشرق الأوسط يسمح لإيطاليا بأخذ مكان الدول المنحازة في نزاعات الشرق الأوسط وغيره.
السؤال اليوم ماهي الاسباب التي تمنع إيطاليا حتى هذه اللحظة من تنشيط دورها العالمي بطريقة مستقلة عن القرار الأوروبي؟، سؤال أعرف كثيرين في الشرق الأوسط وعواصم كثيرة وغيرها يطرحونه وليس بينهم من عثر حتى هذه اللحظة على جواب مقنع ومع ذلك فأضن أن الغالبية العظمى من هؤلاء مازالوا ينتظرون، ولم ييأسوا حتى الآن من أن تصدر إشارة واضحة، مستقلة ومتوازنة من روما.