ما يجب أن يقال: الكوريتان والعرب.. مثال وأمثلة
لقاء قمة تاريخي بين زعيمي الكوريتين، هكذا عنونت الصحافة العالمية التحول التاريخي الذي عكسه اجتياز زعيم كوريا الشمالية لأول مرة وعلى طريقة صواريخه الباليستية، المنطقة منزوعة السلاح التي تربط شطري الكوريتين في قمة مشتركة جمعت بين رئيسي كوريا الشمالية والجنوبية لتطوي آخر صفحات الحرب الباردة التي ترتب عنها تقسيم شبه الجزيرة الكورية وميلاد دولتين متخاصمتين منذ 65 سنة.
وبهذه القمة التاريخية عادت بيونغ يونغ إلى الساحة الدولية بفضل حنكة طفل كوريا الشمالية المدلل مدمن “البلاي ستيشن” والذي وصل إلى الحكم في أواخر 2011 إثر وفاة والده، وكانت من أولياته تسريع وتيرة تطوير برنامج كوريا الشمالية النووية والبالستية وكانت بيونغ يونغ، قد أجرت سنة 2017 تجربتها الأقوى وهي تجربة قنبلة هيدروجينية كما اختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية، ويكون زعيم كوريا الشمالية “كيم بونغ” بلقائه بزعيم سيول “مون جاي” قد دخل واجهة الأحداث الدبلوماسية من بوابة الكبار الأقوياء وأثبت للعالم دهاءه ومكره السياسي خدمة لبلده ولشعبه.
الحديث هنا عن العرب الذين أصبحوا مضحكة العالم فالكوريتان أعطتا درسا في العلاقات الدبلوماسية بينما العرب منشغلين بالتحالف الخليجي وحربه على اليمن بحجة مكافحة جماعة الحوثي، وليبيا خرّبها أبناؤها بحجة نشر الديمقراطية وسوريا كذاك دمّرها السوريون بعدما نسّم عليهم هواء الربيع العربي، والصومال تكافح المجاعة والإرهاب والجزائر والمغرب حريصين على مراقبة الحدود المغلقة، وقطر محاصرة من إخوانها السعودية والإمارات إخوة الدين واللغة والجوار..، هذا هو حال العرب اليوم لا مصالحة ولا وحدة.. بل تقاتل وشقاق ونفاق.
يا أمة ضحكت منها الأمم خذوا العبرة من الكوريتان ولا نقول من أوربا لأن الدبلوماسية بالنسبة لكم من علم الغيبيات ومصالح شعوبكم لا تهم ما دامت مصالح أمريكا وإسرائيل مصانة فالحماية لأنظمتكم الفاسدة أكيد مضمونة وللكعبة رب يحميها.