“السيناتورة”.. الأيادي الخفية والقضية الشخصية

لا حديث في الأوساط السياسية والإعلامية هذه الأيام سوى عن خرجة “السيناتورة” عن الثلث الرئاسي، التي استغلت نزول وزير العدل حافظ الأختام إلى مجلس الأمة لمناقشة مسائل الأمة وراحت تستغل الفرصة لتحول النقاش إلى قضيتها الشخصية وخلافها مع جارتها الذي هو أمام المحاكم وأحدثت فوضى لا يحدثها سوى “بلطجية” الشارع ولم تحترم لا الوزير ولا رئيس مجلس الأمة ولا زملائها الأعضاء ولا الشعب الجزائري الذي من المفروض أن تتحدث عن مشاكله وتدافع عن مصالحه.
والأكثر من هذا، “السيناتورة” لم تحترم رئيس الجمهورية الذي عينها في الثلث الرئاسي، وراحت تشكك في استقلالية القضاء لأنه لم ينحاز إليها لأنها “سيناتورة”، وتضن نفسها فوق القانون، فوزير العدل أثبت للرأي العام أن العدالة فعلا مستقلة ولا تخضع للضغوطات وأن الناس سواسية أمام القانون.
هذه “السيناتورة” بحديثها عن قضيتها الشخصية في جلسة رسمية انتهكت القانون الداخلي لمجلس الأمة وشوّهت سمعة أعضاء مجلس الأمة الذين أصبحوا مادة دسمة لوسائل الإعلام ومادة للتندر لشبكات التواصل الاجتماعي وحادثة أرجعت هيبة مجلس الأمة إلى الوراء وأكدت أن هناك البعض ممن يستغل مجلس الأمة لقضاء مصالحه الشخصية على حساب مصالح الوطن والمواطن.
فالوزير بخرجته أثبت أن العدالة غير قابلة للضغوط وأن المحسوبية والنفوذ قد ولّى زمنهما رغم خفافيش الظلام والمال الفاسد والحسابات السياسية.. ويبقى القانون فوق الجميع والمال والنفوذ لا يؤثرا في قراراته.