
أحدثت الأقنعة “فرقا طفيفا أو معدوما” بالنسبة لعدوى “الكوفيد” أو معدلات الوفاة منه، وفقا لأحد التحليلات التلوية الأكثر شمولا لأغطية الوجه.
وتمحص البحث – الذي أجراه معهد كوكرين، وهو “المعيار الذهبي” للمراجعات القائمة على الأدلة – في 78 دراسة عالمية شملت أكثر من مليون شخص.
وأشارت النتائج إلى أن الأقنعة الجراحية قللت من خطر الإصابة بـ “الكوفيد أو أي مرض شبيه بالإنفلونزا” بنسبة خمسة بالمائة فقط – وهو رقم منخفض للغاية وقد لا يكون ذا دلالة إحصائية.
وقال الباحثون إن الأضرار التي تسببها الأقنعة – بما في ذلك إعاقة تعليم الأطفال – تم قياسها بشكل سيئ في الدراسات، ما يعني أن أي فائدة صغيرة بالنسبة إلى معدلات الإصابة قد تفوق ذلك.
وقال البروفيسور فرانسوا بالوكس، أستاذ البيولوجيا الحاسوبية في جامعة كوليدج لندن، والذي لم يكن جزءا من التحليل، إنه أظهر أن فائدة ارتداء الأقنعة “فائدة صغيرة في أحسن الأحوال”.
وفي حين كان يُنظر إلى الأقنعة في البداية على أنها إجراء للوقاية من الفيروسات، فقد أصبحت رمزا بارزا لحروب ثقافة “الكوفيد” في الولايات المتحدة.
وأصدر المسؤولون رسائل متضاربة حول فعاليتها في بداية الوباء. وفشلت الدراسات التي جاءت لاحقا في إثبات أن الأقنعة حالت دون الإصابة بفيروس “كوفيد” – ومع ذلك أُجبر ملايين الأمريكيين على الالتزام بها.
وقام بعض الباحثين المشاركين في مراجعة كوكرين سابقا بتحليل الأدلة على الأقنعة في نوفمبر 2020.
وتم انتقاد هذه المراجعة لأنها لم تتضمن أي دراسات من جائحة “كوفيد” بسبب محدودية البحث في ذلك الوقت.
ووجدت دراسة دنماركية منفصلة في ربيع عام 2020 مع أكثر من 6000 مشارك أن ارتداء القناع لا يُحدث فرقا إحصائيا فيما إذا كان الناس قد أصيبوا بـ “كوفيد” أم لا. لكن باحثيها كافحوا للعثور على مجلة بارزة مستعدة لنشر النتائج.
وقام باحثو كوكرين بتحديث مراجعتهم بـ 11 دراسة إضافية شملت أكثر من 600000 شخص، وبذلك يصل العدد الإجمالي للدراسات إلى 78. ونُشر التحليل هذا الأسبوع في قاعدة بيانات كوكرين للمراجعات المنهجية.
ونظرت بعض الدراسات الإضافية في “كوفيد”، بينما أجريت دراسات أخرى قبل الوباء وبحثت في الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وشملت تجارب جائحة “كوفيد” – اثنتان من المكسيك وواحدة من كل من إنجلترا والنرويج وبنغلاديش، بالإضافة إلى الدراسة الدنماركية.
وأضاف الباحثون فقط تجارب معشاة ذات شواهد (RCTs) تبحث في تأثير التدخلات الجسدية للحماية من المرض، بما في ذلك ارتداء الأقنعة. وتعد RCTs الطريقة المثلى لمنع الاختلافات المنهجية بين المشاركين التي تؤثر على النتائج. وفي دراسات معشاة ذات شواهد، يتم اختيار مجموعات القناع والضابطة عشوائيا من نفس السكان المؤهلين.
وكانت النتائج الرئيسية التي قاسها باحثو كوكرين هي عدد حالات الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا وفيروس “كوفيد” وأي أحداث سلبية نتجت عن التدخل.