ما يجب أن يقال: المعارضة والرئيس !
الرسالة الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية والتي تطالب الرئيس بعدم الترشح لولاية خامسة والتي سبقتها من قبل رسالة موقّعة من طرف علي يحيى عبد النور والدكتور طالب الإبراهيمي والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، الملاحظ والمتتبع لهذه الخرجات يلاحظ أن المعارضة ومن يتبعها تعيش انقساما واختلافا ظاهرا للعيان، إذ كيف نفسّر عدم الانسجام في الأفكار والأهداف والرؤى بين من يعارضون الرئيس لعدم الترشح باسم الديمقراطية رغم حصيلته الايجابية لدى البعض والسلبية لدى البعض الآخر.
للأسف مع احترامنا لكل هذه الشخصيات وبعيدا عن التشكيك في وطنيتها أو تخوينها أو المزايدة عليها، من حقنا أن نسأل ماذا تمثل هذه المعارضة مجتمعة وباسم من تتحدث؟ ومن حركها؟ ومن المستفيد من حراكها؟ أسئلة تطرح نفسها بحكم معرفتنا بماضي بعض الموقعين والتابعين..
لماذا هذه المعارضة لم تُشكَّل في هيكل واحد؟ وتنظيم واحد؟ لأن “نحسبهم جميعا وقلوبهم شتى..”، صحيح الرئيس تحيط به “بِطانة” السوء وصحيح باسمه انتفع الكثير وظُلم الكثير وهُمّش الكثير بالوشايات والدسائس واستغنى باسمه الكثير وهرّبوا أموال الشعب إلى الملاذات الآمنة وصحيح في عهده بارونات التهريب أصبحوا نوّابا في البرلمان لكن بالمقابل لا يوجد من يمثل الأغلبية الصامتة.
وهذا ربما سيساعد على بروز حركة شعبوية تأتي على الأخضر واليابس ولا نستغرب إذا وجدنا على رأسها الإعلامي الشهير حفيظ دراجي صاحب الـ 05 ملايين متابع على الفايسبوك والأكثر تأثيرا من السياسيين ولو اجتمعوا جميعا.. المعارضة السياسية عندنا قارئة سيئة للتاريخ، لأن العمل السياسي الجاد ليس بالبيانات ولا التجمعات القابلة للاختراق والمرشحة لكل الاحتمالات وإنما بالمصداقية وبالنزاهة والنفس الطويل لأن مثل هذه المبادرات تزيد الهوة بين الشعب والسياسيين وإذا نزلنا للشارع وسألنا أول مواطن عن اسم أو أسماء هؤلاء لتفاجأنا بحجم التجاهل واللامبالاة لدى المواطن المغلوب على أمره والتائه في الزيادات وغلاء الأسعار، همه الوحيد البحث عن وطن جديد لا توجد فيه شبه معارضة تمنع الناس من الترشح وتتكلم باسم الشعب والشعب بريء منها، معارضة مشكلة من المغضوب عليهم ومن الانتهازيين ومن هواة السياسة ومن البارونات، رغم نزاهة البعض أصحاب النوايا الصادقة والذين لا جمل لهم ولا ناقة في هذه الصراعات سوى حب الوطن أما الفضلات الوزارية وبقايا العهد البائد فهمهم الانتقام والمصلحة الشخصية لا غير.