حكومة القفة و”الصاشيات”

لا حديث في الجزائر سوى عن قفة رمضان، التي يبدأ التحضير لها للموسم المقبل بمجرد انتهاء الشهر الفضيل الحالي، قفة كانت بالماضي تمنح لشريحة قليلة من الفقراء وضعت كحل مؤقت..، أصبحت اليوم برنامج سياسي واجتماعي للحكومة وانجاز من انجازات الوزير الأول، حتى وزيرة البيئة والطاقات المتجددة جعلت من القفة مشروعا وزاريا وبرنامجا للتسوق تتباهى به في خرجاتها الميدانية فلا حديث عندها سوى عن توزيع 10000 قفة للتسوق في العاصمة وتشرف عليها هي شخصيا، توزع في أسواق باب الواد والحراش.
وزيرة بعيدة كل البعد عن تخصص وزارتها تتكلم عن دعم الخبز، عن الأكياس البلاستيكية في تزيين الحدائق ولم نسمعها مرة واحدة تتحدث عن الطاقات المتجددة، عن الاقتصاد الأخضر، عن الطاقة الشمسية، عن التلوث البيئي…، وإنما حديثها كله عن “الصاشيات”.. عن القفة !
فعلا لا شيء يصلح في هذه البلاد سوى القفة رمزا للأكل و”الصاشيات” رمزا للشكارة التي فعلت أفعالها في الطريق السيار شرق غرب وفي ولوج أصحاب المال الفاسد إلى قبة البرلمان واستعملت في شراء الذمم، فبدلا من تقديم برامج تساهم في تطوير البلاد أدخلتنا حكومتنا الموقرة في معادلة القفة و”الصاشي”…
في الدول المتقدمة أهم وزارة هي وزارة البيئة والطاقات المتجددة لأنها هي سلاح المستقبل التي تتنافس عليها الأمم، أما عندنا فهي وزارة “الكوطة” تُوَزعُ أو تُمنحُ كوزارة مجاملة لا غير…
فشتان إذا بين ترامب ومشروعه للطاقات المتجددة وبين زرواطي ومشروعها “قفة لكل جزائري” على طريقة ميهوبي علم لكل بيت…