
تندرجُ الذكرى ضمن الأيام الوطنية الخالدة التي صَنعَ فيـها هذا الشعب العظيم أمجادًا وملاحم تاريخيّة عظيمة، ستظلُّ متجذّرة في وجدانه، لتذكي في نفوسنا النخوة وتقوي اللحمة الوطنية.
فـي ذلك اليوم الـمشـــــؤوم، كانت الجريمة ضد الإنسانية مُنطلقًا لتدويل القضية الجزائرية، وطَرْحها على هيئة الأمم الـمتحدة إلى أن انْبثقتْ من زخم النضال الوطني الـمستميت شرارةُ الكفاح الـمُسلح فـي الفاتح من نوفمبـر الـمجيد 1954.
إنّ الدّولة وفاءً للتضحيات الجسيمة للشعب الجزائري، عازمة في جزائر جديدة على وضع ملف التاريخ والذاكرة في الـمسار الذي نتمكن فيه من إضفاء كامل الشفافيــــــة والنـزاهة والـموضوعيــــــة، بعيدًا عن أية مساومـــــات أو تنازلات.
نتطلع في الـمدى القريب إحراز التقدم الـمأمول في هذا الـمسار، آخذين في الحسبان الأهمية التي يَكتسيـها العمل الـموكول للجنة الـمشتركة من الـمؤرخين لـمعالجة جميـــــع القضايـــــــــا بـمــــــــا فـي ذلك ، الـمتعلقــــــــة باستعـــــــــادة الأرشيف والـممتلكات ورفات الـمقاومين والتجارب النووية والـمفقودين.
كُّنا قد أكَّدنا أكثر من مرَّة أنَّنا ماضون بحزم في الدفاع عن حقّ الشعب الجزائري، بتكثيف الـمساعي لـمعالجة مسألة التاريخ والذاكرة بشجاعة وإنصاف.
ونَتوجَّه بـمناسبة الذكرى الثامنــــــة والسبعيـن (78) لـمجــــــازر 08 مــــــــاي 1945، إلى إخوانـهم الـمجاهدين أطال الله في أعمارهم بالتحية والتقدير.