ما يجب أن يقال: فرنسا … حرب الضواحي وفواتير الماضي ؟ !

ما يحدث اليوم في فرنسا المساواة، حدث في 2005 و 2006 و 2017 ويحدث اليوم في 2023، بسبب سياسة التهميش والعنصرية والإقصاء، فلا عدالة اجتماعية ولا عدالة سياسية، أحياء الضواحي أصبحت ڨطوهات للبؤساء من العرب والأفارقة.
نحن نندد بأعمال الشغب والنهب والعنف، لكن القتل العمدي لا مبرر له و لا تنديدا به.
لو كان الطفل نائل صاحب بشرة بيضاء وعينان زرقاوان، هل كان لهذا الشرطي العنصري أن يطلق النار عليه ؟ السؤال واضح والجواب أكثر وضوحا: لا وألف لا.
ثورة الضواحي في فرنسا هي صرخة غضب تاريخي ضد فرنسا الاستعمارية وضد سياسة الإدماج المستحيل في مجتمع فرنسي يزداد انحلالا يوما بعد يوم، فرنسا السياسية تدفع فواتير الماضي الاستعماري إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة وهذا ينذر بزلزال مدمر للجمهورية الخامسة.
خلاصة هذه الأحداث تظهر هشاشة المنظومة الأمنية الفرنسية وتبرز أن الضواحي وسكانها قنابل موقوتة قد تعصف بأي حكومة فرنسية، وقد تهدد بحرب أهلية على أرض المساواة والأخوة المزعومة.
فرنسا الشعارات يجب أن تستيقظ من سباتها السياسي وتعترف بأنها اليوم للمواطن من أصول إفريقية وعربية ولو كره اليمين المتطرف وأنصار فرنسا الاستعمارية.
كأس العالم الثانية والأولى لفرنسا هي الوجه الفعلي لفرنسا الجديدة بفريق يمثل الضواحي والأحياء الفقيرة والذي جلب كأسين لها، فيجب الاعتراف بأن فرنسا العجوز تحتضر وفرنسا الجديدة هي لأبناء المهاجرين كرويا واقتصاديا وسياسيا.
رائحة نيران الغضب طغت على روائح عطور باريس من إيف سان لوران وجيفانشي وجون بول غولتيي، وفي الأخير ووسط خطاب يميني متطرف تعرفه فرنسا اليوم، يا فرنسا قد مضى وقت العتاب لسياستك السياسوية فجرس نهاية الفسحة السياسية والشعبوية قد ضرب.