رئاسيت 2019.. حرب المواقع والتموقع

على بعد 10 أشهر من رئاسيات 2019 بدأت السلطة والأحزاب السياسية وأصحاب المال والشخصيات الوطنية في التموقع واختيار المواقع الرابحة أو الواعدة أو الموعودة إلى ما بعد رئاسيات 2019.
بدأت الشبكات تشتغل وتحلل وتترقب وتنتظر الإيعاز والأوامر والكل يعرض في خدماته والكل يعرف أن المغامرة السياسية مغرية والرهان محفز للاستعداد للحملة الرئاسية لمرشح الوفاق أو مرشح الجماعة أو مرشح الرئاسة أو الرئيس نفسه…
تعددت إذا التسميات لكن الغاية واحدة، خدمة السلطة الفعلية والتمتع ببريقها وريعها..، الأحزاب غارقة في سباتها العميق أو موتها الإكلينيكي والشخصيات غير النافذة أو غير المؤثرة حتى في أسرها اجتمعت وأرادت أن تسمع صوتها الخافت ! والموالاة أفرغها ولد عباس من كل مصداقية وجعلها قوقعة فارغة، وحتى “الأرندي” أو ما بقي منه هو الآخر غارق في الصراعات ولذلك أعلن مساندته لعهدة خامسة خوفا وتملقا..، حتى غول ركب الموجة وراح يهلل ويطبل لحاجة في نفسه..،
والجمعيات المتعودة على الرقص حتى مع الذئاب بدأت في تسخين “البندير” استعدادا للزردة الكبيرة ورجال المال بقيادة المثير للجدل حداد ينتظرون اتضاح الرؤية لضخ القليل من الكثير الذي أخذوه من المال العام بصيغة التراضي، أما المؤسسات صاحبة المواقع الثابتة فهي تتموقع حسب الإشارات، أما الشعب المغلوب على أمره أو الأغلبية الصامتة فهي تدعو الله ان لا يؤاخذها بما فعل السفهاء منها.
فكل شيء متغير والثابت الوحيد هو الشعب، رئاسيات 2019 جعلت السفارات الأجنبية في حالة استنفار خوفا من المجهول فقلصت التأشيرات وضيقت على طالبيها.