الإبراهيمي يتنازل عن دار الحديث لجمعية العلماء المسلمين
تنازل، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، عن دار الحديث بمدينة تلمسان، لجمعية العلماء المسلمين.
وكان العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي، قد اشترى هذه الدار ووضعها باسم ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، حتى لا يؤممها الاستعمار الفرنسي ويستولي عليها.
وتقع وسط مدينة تلمسان وتشرّفت المدينة العريقة مدينة العلم والتاريخ بزيارة الأستاذ العلامة عبد الحميد بن باديس سنة 1932 برغبة ملحّة من أهلها الّذين رحّبوا به وهرعوا عن بكرة أبيهم لاستقباله، فألقى بها درسًا أحدث به دويًا كبيرًا، وتأسّف الكثير من الّذين لم يسعفهم الحظّ في الحضور، بسبب ضيق المكان وخاصة أنّهم كانوا مستعّدين لملاقاة الشيخ لأوّل مرّة، ونزل بعد ذلك في بيت أحد المصلحين واحتفت به علية القوم، ودار حديثهم على عسى من يكون قائدًا للحركة العلمية والإصلاحية بتلمسان، فوعدهم بإرسال مَن تتوفّر فيه الشّروط.
ولمّا عاد إلى قسنطينة عرّج على رفيق دربه في الكفاح والدعوة وصديقه وأخيه البشير الإبراهيمي، وألقى عليه رغبته في الالتحاق بتلمسان، واستجاب الإبراهيمي بهذه الميزة الّتي خصه بها ابن باديس، وحلّ بتلمسان في سنة 1933، وما أن نزل بها حتّى احتفى به أهل تلمسان، فنظّم دروسًا كثيرة كان يبدأها بعد صلاة الصّبح وينهيها بدرس بعد صلاة العشاء، إلى جانب المحاضرات الّتي كان يُلقيها في البساتين والأحواش، واتّفق الجميع على بناء مدرسة تضمّ التلاميذ والتلميذات وهيّئوا أرضًا لبناء مسجد يأوي إليه الكبار، وكلّفوا ابن المدينة المعماري بن قلفاط بتصميم المخططات ورسمها وتمّ إنجازها في سنة واحدة على بناء هندسي أندلسي أصيل.
وفكّر الإبراهيمي في إقامة حفل ضخم عند افتتاحها، فدعَا علماء من المغرب وتونس، أمّا من الجزائر فقد حضر علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان الافتتاح يوم الاثنين 21رجب 1356هـ الموافق لـ27سيبتمبر 1937م، وقد أسند شرف افتتاحها للشيخ ابن باديس.