“الشكارة” في وصف المنارة

مع كل إشراقة شمس تخرج علينا مؤسسة “أوندا” ومديرها المثير للجدل بمبادرات ونشاطات غريبة لا نعلم إن كانت من وحيه أو من وحي “قُطاع الطرق”، الذين يسبحون في فلك وزارة الثقافة التي حولوها إلى سجل تجاري للثراء غير المشروع و”البزنسة” بكل شيء..
ومن أغرب الأفكار لهذه المؤسسة التي تحولت إلى “bis ONCI” مسابقة لأحسن قصيدة تصف منارة المسجد الأعظم؟! والله شيء “يضحك”..، هل الأشياء الجميلة تحتاج إلى مسابقة ومكافآت ليتغنى بها الشاعر؟ الأشياء الجميلة هي التي تلهم الشاعر ليعبر ويمدح ويتغنى بها، أما في زمن الرداءة والمعتوهين سياسيا وثقافيا فيضنون أن مثل هذه المبادرات هي التي تقربهم من الباب العالي وتغطي عن اختلاساتهم ونهبهم للمال العام والخاص بشتى الطرق، بالهف والوشايات الكاذبة و”التبلعيط”.
الشعراء الفطاحل لا تغريهم مسابقات “الشكارة” ولا يتحولون إلى شعراء البلاط لأن المنارة من الناحية المعمارية تحفة فنية لا نقاش عليها وأكيد ستزيد العاصمة بهاء ورونقا، لكن من الناحية الاقتصادية أسالت الكثير من الحبر، هناك من يقول أن المسجد الأعظم كلف أكثر من 02 مليار و257 مليون دولار وهناك من قال أن الجزائر بحاجة إلى مستشفيات وبحاجة إلى أولويات، لكن من الناحية الدينية يبقى المسجد لدعوة الله والتعبد، لا لاستغلاله لأغراض سياسية أو استغلال هذا الصرح الديني للتزلف والتملق والشيتة للباب العالي، فمثلما تريدون أن يمدح الناس هذه المنارة هناك من يتساءل عن صفقات المسجد وكيف منحت، من أخذ صفقة الرخام ؟ ومن أخذ صفقة الزرابي؟ ومن أخذ صفقة الزجاج ؟ وغيرها…
لذلك اتركوا هذه التحفة المعمارية رغم تكلفتها الخرافية يتغنى بها الشعراء بدون مسابقات ولا مكافآت مالية فنحن لم نبنِ السد العالي ولا صور الصين العظيم..، أنتم تريدون التهريج وفقط مقابل “الشكارة” بمبادرات جعلتكم تستحقون جائزة الرداءة في التسيير والجزائر لازال فيها الشعراء الفطاحل الشرفاء، الذين لا يُشتَرَون بدنانير معدودة أو يسمحون لكم بجعلهم سلما لتتقربوا من الباب العالي، فكل شيء أصبح مكشوفا ومعلوما وهذه المبادرة تذكرنا بمسابقة الراحل القذافي حول النهر الاصطناعي العظيم الذي جعل له مسابقة في كتابة أحسن قصيدة تمجد إنجازه فشارك من الجزائر وزير حالي بقصيدة شعر عنوانها “نهر العرب” فاليوم هذه المبادرة تذكرنا بسياسة القذافي وهو يمجد إنجازاته.
الانجازات موجودة وكثيرة ولا تحتاج إلى من يتملق بها لأن وراء كل إنجاز نهب وثراء ونحن لا نشك في انجازات الرئيس ونيته الحسنة في خدمة البلاد، بل نشك في نية “الشياتين” وراء مثل هذه المبادرات القديمة المستهلكة.. تعددت المبادرات والمسابقات والنهب واحد.