ما يجب أن يقال: شروق باجولي وغروب السلطة في الجزائر؟

أحدث كتاب “الشمس لن تشرق من الشرق” لمؤلفه “باجولي” مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية السابق وسفير فرنسا الأسبق بالجزائر ضجة إعلامية وسياسية قد تعصف بالعلاقات الثنائية وقد تلقي بظلالها على الرئاسيات المقبلة، فإن تصريحات باجولي لجريدة “لوفيغارو” جاءت مباشرة بعد أن قررت فرنسا نزع الحماية الأمنية عن المقرات الدبلوماسية بفرنسا، فهذا التحول غير المفهوم من الجانب الفرنسي قابله صمت محير من السلطة في الجزائر.
كلام “باجولي” جاء خاليا من كل دبلوماسية وطغت عليه العقيدة الاستخباراتية بحكم التكوين الأمني لـ”باجولي” وعمله بالعراق وكوسوفو، فباجولي خلال عمله سفيرا بالجزائر كان يتصرف وكأن الجزائر لازالت مستعمرة فرنسية ! فإن الصمت الذي التزمت به العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية يؤكد أن “باجولي” نجح في مهمته بالجزائر وكرجل استخبارات لأنه كون قاعدة أو شبكة تُسبّح بحمده ولذلك لم يرد عليه لا ولد عباس ولا وزير المجاهدين ولا حداد ؟!
لأن أغلبهم لهم مصالح في فرنسا و”باجولي” يعرف أسرار أسرارهم، فهذه التصريحات عرت سلطتنا الموقرة التي ظلت تولي وجهها نحو قبلة باريس.
فالدبلوماسية القوية هي واجهة لاستخبارات قوية والعمل الدبلوماسي والعمل الاستخباراتي وجهان لعملة واحدة واختيار “باجولي” لهذا التوقيت لإصدار كتابه وإجراء حواره مدروس ومبرمج ويدخل في خانة العمل الاستخباراتي الفرنسي ليُستغل كورقة ضغط من طرف الدبلوماسية الفرنسية في ملفات ليبيا، عملية “بارخان” والرئاسيات المقبلة فما لم يقله “باجولي” هو أن الجزائر منطقة نفوذ فرنسي بامتياز وأي محاولة للتغيير أو التوجه نحو العم سام من سابع المستحيلات !
“باجولي” لم يكن في مهمة سياحية بالجزائر وإنما كان في مهمة استخباراتية تحت غطاء دبلوماسي لمصلحة فرنسا لا غير، عكس سفراء الجزائر الذين ينشغلون في البحث عن رفاهية عائلتهم وخدمة أسيادهم..، هذا جزء من مسلسل ولوج المال الفاسد لبعض دوائر القرار في السلطة فأصبحنا اليوم نتلقى الهجومات ولا ندافع حتى لا نحترق بشمس “باجولي”.