ما يجب أن يقال: العرب بين سلام الجغرافيا و استسلام التاريخ !
التطبيع مع الكيان الصهيوني أصبح يسير بوتيرة سريعة جدا وبلا حياء ولا احترام للاتفاقيات العربية العربية ولا للشهداء الفلسطينيين الذين يسقطون كل يوم من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين.
سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس يستقبل “نتنياهو” ورئيس الموساد والدوحة تستقبل وفدا رياضيا للمشاركة في الجمباز الإيقاعي؟ وأبو ظبي تستقبل وفدا للجيدو للمشاركة في البطولة العالمية المقامة بالإمارات بقيادة وزيرة الثقافة والرياضة؟؟ إنه اختراق دبلوماسي، رياضي وثقافي لم تعرفه الأمة العربية في تاريخها.
يحدث هذا في زمن التجويع في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وفي ظل التركيع بسبب جور الحكام العرب وكثرة أخطائهم في حق من حقوق الإنسان وحريات التعبير، صفقة القرن التي بشّر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
بدأت أشعة شمس التطبيع تشرق على دويلات الخنوع والركوع وتؤكد للعالم أن الذكاء تفوق على الغباء لأن الكيان الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين وهو يعمل بذكاء ويستثمر في أخطاء وثغرات الحكام العرب مستعملا كل الأساليب، القوة العسكرية، الاستخبارات والإغراءات بمختلف أنواعها، وكان يعمل على المدى البعيد، فإذا كان السادات أول رئيس عربي يوقع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني ويسترجع أرضه منقوصة السيادة، فاليوم العرب المهرولون للتطبيع سيوقعون بدون مقابل بل محبة وطمعا في كسب رضى الصهاينة لا غير.
والانبطاح من أجل الحماية من العدو الوهمي. في صيغة سلام الجغرافيا واستسلام التاريخ الطويل من الصراع والكفاح من أجل تحرير فلسطين فالأسباب الاقتصادية والسياسية التي يعرفها الخليج من نزاعات إقليمية وضبط المجتمع الدولي بقيادة الدول الكبرى وهشاشة الأنظمة العربية الغارقة في الفساد المالي والأخلاقي عجلت بعملية التطبيع وقد تُعجل بدفن القضية الفلسطينية ولو مؤقتا في زمن حكام الذل والهوان.
في انتظار صلاح الدين الأيوبي جديد وأنظمة جديدة قد تعود فلسطين للفلسطينيين وللعرب والمسلمين لأنها وقف عربي إسلامي لا يقبل التنازل ولا التخاذل.