ما يجب أن يقال: اغتيال خاشقجي.. من المستفيد؟
مسلسل خاشقجي، أو التيتانيك السياسي، مخرجه ومنتجه لم يكن يتوقع أنه سيحقق كل هذه الضجة الإعلامية والسياسية والاقتصادية بالنسبة لتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة لأننا لو نظرنا بتمعن لهذه القضية التي تحولت إلى صفقة ثلاثية الأبعاد بين تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة نعرف ونتأكد أن خاشقجي استُعمِل ووُجِّه عنوة إلى تركيا وأنه كان ضحية عمل استخباراتي عالي المستوى شاركت فيه أجهزة استخبارات عديدة وأن ولي العهد السعودي انساق هو كذلك وراء هذا المخطط مثلما انساق صدام حسين وراء فكرة السفيرة الأمريكية في غزوه للكويت، لأن كل المؤشرات تؤكد هذا.
“القس” الأمريكي أطلقت سراحه تركيا ومحمد بن سلمان استقبل وفدا من الإنجيليين الأمريكيين وأصبح مستعدا للتطبيع مع إسرائيل و”نتنياهو” أصبح يتوسط له لدى ترمب وترمب أصبح يستعمل سياسة “الجزرة والعصا” مع ولي العهد السعودي، وعائلة خاشقجي لجأت إلى أمريكا لتصبح ورقة ضغط في يد ترامب!
كلها مؤشرات تؤكد أن خاشقجي راح ضحية مؤامرة شاركت فيها عدة دول وتخلصت منه عدة أجهزة استخباراتية لأنه كان يعرف الكثير وهذه الأجهزة هي التي حولته إلى شبه معارض، تحول إلى طعم ابتلعه بعدها محمد بن سلمان وأصبح يرى فيه المعارض الذي يهدد عرشه.
خاشقجي استُعمل لتحقيق صفقة بعيدة المدى ستبعد بها تركيا من الحلف الإيراني الروسي وسينتعش اقتصادها من جديد وسيطبع الخليج علاقته مع إسرائيل وترمب سيأخذ المزيد من المال السعودي إن لم يتحول إلى حارس لخزائن السعودية، أما البقية فلازالوا يصدقون أن خاشقجي راح ضحية حرية التعبير؟ !
ستنتهي قضية خاشقجي مثلما انتهت قضية “روبرت ماكسويل” و”أشرف مروان” ولا نقول “كينيدي” و”المهدي بن بركة” و”موسى الصدر”.
لكل لعبة قوانين وأصناف، واللعب مع الكبار غير اللعب مع الصغار.