سجلت الدبلوماسية القطرية نقاطا إيجابية تحسب لرصيدها التاريخي المبني على الصداقة والبراغماتية والناصع بإنجازات دولة وحكمة ورؤية رجال، على رأسهم الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني صاحب إستراتيجية الحوار والصداقة المبنية على المصالح المشتركة للدول بعيدا عن المساومات والمزايدات ودبلوماسية القتل والمرافعات وطلب الحماية. الدبلوماسية القطرية أصبحت نموذجا يقتدى به في المنطقة العربية، دبلوماسية ناعمة متعددة الواجهات والوجهات فهي أول دولة عربية تحوز على شرف تنظيم كأس العالم ولها قنوات رياضية شرفت الإعلام العربي وزادت في رقي وانتشار الرياضة عبر العالم وساهمت في الازدهار والانتعاش الاقتصادي لعدة دول، كما أصبح نادي باريس سان جيرمان مفخرة لكل العرب بفضل النجاحات الكروية والتسويقية التي يقوم بها “ناصر الخليفي” ودون أن ننسى الاستثمارات الضخمة التي قامت بها قطر في عدة دول أوربية وإفريقية وآسيوية وحتى في أمريكا اللاتينية ولهذا لم تتأثر بالحصار الجائر المضروب عليها من طرف الإخوة الأعداء بدافع الغيرة ولم يؤثر عليها بل تأثرت به دول الحصار.
وما الزيارات التي قام بها مؤخرا أمير دولة قطر لألمانيا، إيطاليا، فرنسا، كرواتيا، المكسيك، الأرجنتين والأرقواي سوى دليل على الزحف الدبلوماسي القطري نحو الواجهة العالمية من بوابة الحكمة والبصيرة لدولة ليست ككل الدول.
دولة صنعت حاضرها ومستقبلها بأيديها عكس دول رهنت حاضرها وباعت مستقبلها ولا زالت تبكي على أطلال ماضيها، الدول الكبيرة لا تقاس بالمساحات ولا الكثافات السكانية وإنما تقاس بإنجازاتها وثروات شعبها.