اندلعت مواجهات السبت 1 ديسمبر بين مئات “المخرّبين” وقوات الأمن الفرنسية في قلب باريس التي شهدت إحراق سيارات وتكسير واجهات زجاجية وإقامة متاريس، وذلك على هامش تظاهرة جديدة لحركة “السترات الصفراء” التي تحتج على زيادة الضرائب وتراجع القدرة الشرائية.
شهدت أحياء باريسية عدة أعمال عنف سُجل بعضها في محيط نصب قوس النصر في جادة الشانزيليزيه. وقرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بلغت حصيلة المواجهات 65 جريحا بينهم 11 رجل أمن، ومساء بلغ عدد الموقوفين 158 شخصا. وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن “صدمته” لما شهدته باريس من أعمال عنف.
شهدت العاصمة الفرنسية مساء تجمعات عند قوس النصر وشارع ريفولي وحديقة “تويلري” التي تعرّضت للتخريب على أيدي أشخاص لا يرتدون السترات الصفراء. ومع أولى ساعات المساء شهدت مناطق من العاصمة الفرنسية حرائق وتصاعد دخان وإقامة متاريس وأجواء تمرّد.
في غرب باريس، وليس بعيدا من مقر السلطة الفرنسية، تشبّع الهواء بالغاز المسيل للدموع كما أحرقت سيارات وممتلكات عامة وسط كر وفر بين محتجي السترات الصفراء و”المخربين” وقوات الأمن في مناطق باريسية تشهد إقبالا للسياح والمتسوقين في موسم الأعياد.
كتب أحدهم على قوس النصر “السترات الصفراء ستنتصر” وكتب آخر على دار الأوبرا “ماكرون = لويس السادس عشر”، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة. وقرابة الساعة الرابعة بعد الظهر خيّمت سحابة من الدخان الأسود الكثيف فوق ساحة دار الأوبرا في باريس وتم إحراق رافعة أمام مقهى “السلام” الفاخر وهتف متظاهرون “إنهضي يا باريس”. وقطعت كل المداخل إلى المقهى بالمتاريس. وصاح أحد العاملين “المكان مغلق” قبل أن يسمح على مضض لامرأة وابنتها الباكية بالدخول.
في جادة الشانزيليزيه حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة أبدى متظاهرون سلميّون خشيتهم من أن تطغى المواجهات على تحرّكهم. وقال دان لودي وهو متقاعد يبلغ 68 عاما “نحن تحرك سلمي، نحن فقط غير منظّمين”، مضيفا “هناك دائما حمقى يأتون للشغب لكنهم لا يجسّدون” التحرّك الذي يحظى بتأييد واسع لدى غالبية الفرنسيين، بحسب الاستطلاعات.
قالت المتظاهرة شانتال وهي متقاعدة تبلغ 61 عاما متفادية الاقتراب من موقع المواجهات “قالوا لنا إن هناك مشاغبين أمامنا”. واعتبرت أن على ماكرون “النزول من برجه لكي يفهم أن المشكلة ليست الضريبة بل القدرة الشرائية. أنا مضطرة للاستعانة بمدّخراتي طوال الشهر”.